كشف مسؤول تركي عمل سابقاً في دمشق عن خفايا وأحداث الاجتماعات التي جرت بين تركيا وبشار الأسد عند انطلاق الثورة السورية وقبلها.
وقال السفير التركي السابق لدى نظام الأسد عمر أونهون: إن بلاده عقدت عدة اجتماعات في دمشق مع مسؤولين بارزين في النظام السوري، من بينهم بشار الأسد.
وذلك لإقناعهم بتقديم تنازلات لاحتواء الأزمة، في العام 2011.
جاء ذلك في لقاء أجراه السفير مع موقع الشرق الأوسط يوم أمس الأحد تحدث فيه عن كتابه سورية في عيون السفير صدر باللغة التركية قبل أيام.
اقرأ أيضاً: الجولاني في ظهور جديد: لم نتخلّ عن أي شبر من المحرر خلال سنوات الثورة
ويغطي الكتاب تفاصيل الاجتماعات السرية، ولقاءات مع ووزير الخارجية الراحل وليد المعلم. والمحادثات بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وبشار الأسد، وهجمات متظاهرين على السفارة التركية، وملاحقات رجال الاستخبارات للكاتب.
ويرى أونهون أن القتال توقف في سورية، لكن الأزمة مستمرة لسنوات طويلة. مع زيادة عوامل انبعاث داعش والمتطرفين. لذلك، فإن الحل يتطلب تنفيذ جميع عناصر القرار الدولي (2254). وبسط السلطة المركزية في دمشق سيادتها على كل الأراضي السورية، وقيادة سورية تجمع السوريين والأراضي.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ويضيف أن جيوش الدول الخمس وميليشياتها، وهي أميركا وتركيا وروسيا وإيران وإسرائيل. لن تخرج ما لم تحصل على تأكيدات بحماية مصالحها الاستراتيجية. وبالإمكان تلبية مصالح معظم الدول، بما فيها روسيا.
لكن العقدة هي إيران، ذلك أنها جعلت من سورية جبهة متقدمة وحجراً أساسياً في نظامها الإقليمي، وباتت تشكل صداعاً لبعض قادة الجيش والأمن والنظام.
بداية العلاقات
يقول أونهون إنه عاين بنفسه لحظات مفصلية في تاريخ العلاقات بين البلدين، من الأزمة حول زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي أبعدته دمشق في 1998 بعد تهديدات عسكرية.
مروراً بزيارة الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر إلى دمشق لتقديم التعازي للرئيس بشار الأسد في وفاة الرئيس حافظ الأسد. إذ كانت زيارة سيزر البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في العلاقات التي راحت تزدهر عندما كنت سفيراً، وكانت تركيا في طريقها لتصبح الدولة الأكثر تفضيلاً في سورية.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، التقى أردوغان والأسد في إسطنبول. وأعلنا رفع التأشيرات بين البلدين، فـ«تحولت هذه الحركة إلى جوهرة التاج في العلاقات.
العلاقات بعد اندلاع الثورة السورية
وعندما اندلعت الاحتجاجات في ربيع 2011 قامت تركيا بين مارس (آذار) وأغسطس (آب) 2011 بكثير من العمل الدبلوماسي.
وذلك لإقناع الأسد بتقديم بعض التنازلات، وتلبية المطالب القابلة للتنفيذ للمتظاهرين، ليصبح بهذه الطريقة الزعيم الإصلاحي المستنير في المنطقة، وبالتالي يستطيع توطيد سلطته.
وعد أونهون اجتماع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، في أغسطس (آب) 2011، مع الأسد الذي استمر 7 ساعات أحد المعالم البارزة في تلك الجهود. حيث كنت طرفاً في هذا الاجتماع. وكما تم الاتفاق، ذهبت في اليوم التالي إلى حماة للتحقق مما إذا كان هناك التزام بالوعود.
وبحسب أونهون تعرضت تركيا لضغوط، خاصة من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين، لقطع العلاقات مع الأسد.
وكانت حجتهم: إن دعمكم يشجعه، ولذلك يتجاهلنا. وبالفعل، قطعت أنقرة وعواصم كبيرة العلاقات في ربيع 2012.
واتجه الدعم إلى المعارضة المنقسمة فمجموعة أصدقاء سورية، الداعمة للمعارضة، لم تتمكن من الاتحاد، وهو ما انعكس على المعارضة.
وذات مرة، احتج رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا في اجتماع، قائلاً: يلقون بنا في البحر، ويطلبون منا ألا نبتل بحسب قول أونهون
الدور التركي في إدلب
يقول أونهون: تركيا لا تستطيع أن تدير ظهرها للأحداث الجارية في سورية. ويبقى لزاماً عليها أن تحمي نفسها، وأن تفعل في الوقت نفسه ما بوسعها لإنهاء الحرب. ولكن في الأثناء ذاتها لا أحد يستطيع أن ينكر أن تركيا، مثلها في ذلك مثل أي دولة أخرى، ربما ارتكبت أيضاً بعض الأخطاء.
وتعد إدلب التي تضم 4 ملايين، نصفهم من النازحين، بمثابة القنبلة الموقوتة. وهي تتعرض لهجمات مستمرة، ويتمثل مصدر القلق الرئيسي فيما سيحدث للآلاف من مقاتلي (هيئة تحرير الشام) والسكان. في حال الهجوم الكبير من النظام وروسيا وإيران. والمكان الوحيد الذي يمكنهم الفرار إليه هو تركيا، فهي الطريق الوحيد إلى أوروبا.
الجدير بالذكر أن السفير التركي عمر أونهون تنقل في اهتمامه السوري من عمله مستشاراً سياسياً في السفارة التركية في دمشق في عام 1998 إلى تعيينه سفيراً في 2009، ثم مبعوثاً خاصاً للملف السوري في 2014، ومديراً لشؤون الأمن في الخارجية.