غسان دنو
أطلق مجموعة من الشباب السوري مبادرة حملت اسم (أوصال)، وهي الأولى من نوعها بالشمال السوري المحرر، إذ منحت المصابين ببتر الأطراف العلوية الفرصة لاستخدام أطراف نصف ذكية تُغيّر حياتهم.
وتمكِّن الأطراف النصف ذكية ذوي الإعاقة الخاصة من إمساك الأشياء وحملها دون الحاجة لاستخدام طرف آخر بشكل سلس ومقبول.
وعن المبادرة يحدثنا السيد (حامد حلواني) أحد أعضاء فريق أوصال قائلاً: “نحن تجمع من الشباب المعطاء والطموح يمتلك المهارة والخبرات الكافية، تمكنا من إنتاج أول طرف ثلاثي الأبعاد في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي بشكل كامل وصناعة محلية عبر طابعة ثلاثية الأبعاد.”
ماذا تعني أطراف صناعية نصف ذكية؟ وما آلية عملها، وعدد الحركات التي يمكن أن توديها؟
يجيبنا حامد: ” الأطراف النصف ذكيه هي الأطراف التي تعتمد بحركتها على الحركة الميكانيكية للمفاصل عند الأشخاص المصابين، وتمكن الشخص المصاب من فتح أصابع الكف المصنع وبسطها بشكل سلس نوعًا ما.”
كم عدد الحالات التي خدمها الفريق حتى الآن؟
يقول حامد: “عدد الحالات التي تم تخديمها بشكل مجاني حالتين، الأولى للطفلة (فلة)، حيث تمكنت من استخدام يدها اليمنى المشوهة خلقيًا من الأصابع بمسك ألعابها وحملها،
والأخرى للشاب (عبد الرحمن)، أيضًا تم تركيب كف يد عوضًا عن كفه الأيمن المبتور من المعصم، ليتمكن من حمل الأشاء به حتى الخيفة مثل منديل محارم ورقية، وقيادة دراجته النارية بشكل أفضل.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم خلال عملكم؟
ربط حامد أبرز الصعوبات “بتأمين المواد الأولية لعميله الإنتاج، وأيضًا عدم توفر المال لتقديم الخدمة مجاننا لأصحاب الإعاقة.”
ما هو طموح أوصال مستقبلاً؟
أكد السيد حامد أن فريق أوصال يسعى إلى “دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من مبتوري الأطراف العلوية بسوق العمل، وتخديم جميع مبتوري الأطراف العلوية من الكتف والمرفق والكف، وتأمين دعم لتقديم المنتج بشكل مجاني للأشخاص المحتاجين.”
مصدر يكشف عن انشقاق 900 عنصر من حركة أحرار الشام
رسم البسمة على وجه فلة:
وفي حديثه لصحيفة حبر، أخبر السيد (صالح جيسي) والد الطفلة (فُلة) ذات الأربع سنوات عن التجربة قائلاً: “في البداية واجهت ابنتي صعوبة بالتأقلم مع طرفها الجديد، فهي بمرحلة الطفولة وتحب الاكتشاف ومعرفة كل جديد.”
وأضاف السيد صالح: ” دربني الأستاذ محمد وهو معالج فيزيائي أحد كوادر أوصال، على طريقة تركيب الطرف وفكه، وكيف أُرغِّب فُلة به لكي تلبسه باستمرار وأُجيب عن أسئلتها، وأطبِّق لها تجارب فعلية، كحمل الأشياء والألعاب؛ لتفهم أنه لمساعدتها وتفرح بإنجازها وتبتسم.”
وتابع: “وجدنا صعوبة في إقناعها أول أسبوعين، ثم وصلنا إلى مرحلة أصبحت (فلة) تطلب تركيب الطرف لتلعب وتمسك الأشياء حتى أبسطها كالقلم.”
ويضيف: “بالطبع دورنا نحن الأهل إيصال وعي كبير للطفلة والمجتمع حولنا؛ ليكون مرغوبًا وليس شيئًا مزعجًا.”
وختم متشكرًا فريق أوصال لما قدموه من خدمة فنية وتوعية للطفلة والأهل، فإعاقة ابنتهم لها حل وبإمكانها أن تعيش حياتها بشكل طبيعي دون تأثير نفسي وجسدي ملحوظ.
وتعدُّ مبادرة فريق (أوصال) الأولى من نوعها في الشمال المحرر، حيث تكثر الحاجة للتعويضات الجسدية، لمن فقد طرفه العلوي بسبب القصف أو بقايا القنابل غير المنفجرة التي قصف بها نظام الأسد الشعب السوري، وأيضًا أصحاب الإعاقات الخلقية مثل الطفلة (فُلة) ممَّن لا يستطيعون تأمين أطراف بديلة ذات فاعلية بعيدًا عن الأطراف التجميلية المتوفرة.