طالبان.. قصة الوصول إلى الحكم ومفارقات مع الثورة السورية

فراس الحسن

0 1٬187

التجربة الطالبانية تمتد على مدار 27 عامًا منذ بداية ظهور الحركة الإسلامية عام 1994م، وقد نشأت من طلاب المدارس الدينية إبّان انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وحصول تجاوزات أمنية بحق المدنيين

لمحة تاريخية

التجربة الطالبانية تمتد على مدار 27 عامًا منذ بداية ظهور الحركة الإسلامية عام 1994م، وقد نشأت من طلاب المدارس الدينية إبّان انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وحصول تجاوزات أمنية بحق المدنيين، حيث انتشرت نقاط التفتيش التي تقوم بجمع الإتاوات وانتشرت حالات الخطف والابتزاز.

فسيطرت على البلاد عام 1996 حتى عام 2001 حيث هجوم التحالف الأمريكي واحتلال أفغانستان ليستمر الكفاح المسلح مايقارب 20 سنة.

وفي نيسان من العام الحالي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن بدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في الأول من أيار، الذي ينتهي في الحادي عشر من أيلول من العام ذاته، لينهي بذلك أطول حرب أمريكية في التاريخ، وتبدأ هجمات قوات طالبان لاستعادة البلاد، وتقدمت بشكل سريع وسيطرت خلال أربعة أشهر على معظم البلاد كان آخرها العاصمة الأفغانية كابل.

 

التقدم السريع ودلالاته

ما إن بدأت القوات الأمريكية الانسحاب في 1 أيار 2021 حتى اندلعت معارك عنيفة بين طالبان وقوات حكومية في عدة ولايات، لتستمر حتى 15 من آب وتسيطر الحركة على العاصمة كابل، ويترك الرئيس (أشرف غني) البلاد ويفر إلى طاجيكستان.

إن سقوط المقاطعات الأفغانية بيد مقاتلي حركة طالبان بشكل سريع بعد بدء انسحاب القوات الأمريكية يعطي دلالات على هشاشة النظام الأفغاني وقواته العسكرية التي دربتها القوات الأمريكية وزودتها بأحدث الأسلحة، كما يدل على وجود اتفاق خفي وبنود لم يتم ذكرها في جولات الدوحة، التي جرت بين طالبان ومبعوث الولايات المتحدة الأمريكية إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، وكللّها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو في 11 أيلول 2020، بشروع الحكومة الأفغانية في مفاوضات مع حركة طالبان من أجل تقاسم السلطة.

اقرأ أيضاً:  الانسحابات الأمريكية من الشرق الأوسط وخيارات الوكلاء

الترسانة العسكرية الضخمة والتدريبات التي خضعت لها القوات الحكومية من قبل القوات الأمريكية لم تساعد في وقف زحف مقاتلي طالبان، ما يؤكد نظرية وجود بنود سياسية اتفق عليها الطرفان لتسليم طالبان ذات النفوذ الأكبر السلطة في البلاد.

 

سورية…وواقع الثورة

يعاني السوريون منذ أربعة قرون من تحكم عائلة الأسد واستحواذها على السلطة وتسخير البلاد ومقدراتها لخدمتهم وخدمة المنتفعين لديها، لتندلع ثورة الحرية في آذار عام 2011 للتخلص من هذا النظام الذي قتل وهجّر واعتقل الملايين، ومرت مراحل الثورة السورية بتقلبات عديدة في خرائط السيطرة وظهور داعش والفصائل الأخرى وتفرقها وتعددها على عموم الأراضي السورية، ثم بدء انحسار سيطرة مقاتلي الثورة في 2016 وتهجير أهالي مدينة حلب وعدة مدن تلتها.

في عام 2021 صارت تسيطر قوات الثورة فقط على مناطق شمال غربي سورية وأجزاء من شمالي حلب ومناطق محاصرة في درعا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

 

وأخيراً يمكن للثورة السورية أن تنتج تجربة أفضل وأرقى من التجربة الطالبانية بشروط محددة، تبدأ في توحيد التكوين والقرار السياسي والعسكري وتكوين علاقات ثابتة مع دول الجوار والتأكيد على القطرية ووطنية المشروع والتخلص من جميع التبعيات للجماعات والدول.

 

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط