من جحيم القصف والتهجير إلى رحم الألم والمعاناة ومرارة العيش، ومن التحليق بالحلم نحو واقع أفضل وحياة كريمة إلى الاصطدام بالواقع وصعوبته.
أهالي مخيم (افعل واترك أثرًا) في منطقة أطمة وجدوا أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما أحلاهما مر، فإما البقاء تحت رحمة طائرات وقذائف وبطش ميلشيات الأسد وروسيا، أو الهروب إلى مخيمات الذل كما يطلقون عليها.
مخيم (افعل واترك أثرًا) بؤرة للأمراض:
واقع مخيم (افعل واترك أثرًا) الذي يعيش فيه النازحون يعدُّ أسوأ من السوء بعينه لانتشار الأمراض فيه، يقول أهالي المخيم: “إن المخيم عبارة عن بؤرة للأمراض بكافة أشكالها وألوانها، إذ يمرُّ منه شبكة مكشوفة للصرف الصحي”.
(أحمد شعيب العليوي) مدير المخيم يقول: “إن الوضع كارثي ولا يحتمل” مشيرًا إلى أن شبكة الصرف الصحي التي تمر عبر المخيم تسبب ضررًا وأذى كبيرًا لأهالي المخيم، سواء عن طريق إصابة الأهالي بالعديد من الأمراض أو عن طريق الروائح الكريهة التي تنبعث منها، وصولاً إلى الكمية الكبيرة من الأوساخ التي تخلفها.
وبحسب (العليوي) فإنه في فصل الصيف يصبح وضع الإقامة في المخيم أشبه بالكارثة بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث، حيث تصل بسكان المخيم حد الاختناق، والذباب ينتشر بكثافة مسببًا الكثير من الأمراض لا سيما اللشمانيا أو كما تسمى محليًا (حبة السنة).
وناشد (العليوي) المنظمات وأولي الأمر من مجالس محلية وحكومة الإنقاذ، لإيجاد حل للوضع، الذي ما عاد يطاق.
(خالد) أحد سكان المخيم قال: “الشمال المحرر يمرُّ بأكبر جائحة وهي الكورونا، وجميع الوكالات والمنشآت الصحية تتحدث عن ضرورة اتباع أساليب الوقاية من المرض، فكيف نستطيع أن نتبع أساليب الوقاية في ظل هذا الوضع المعيشي المأساوي؟!”
أما (محمد) فهو أب لخمسة أطفال وأحد سكان المخيم يقول: “الأطفال تلعب فوق شبكات الصرف الصحي معرضين أنفسهم لكافة أنواع المخاطر من أمراض وأوساخ، وتوجد كتلة حمامات (تواليتات) بالمخيم أيضًا تسبب الكثير من الأذى للمخيم، فهي تحتاج إلى صيانة، والأوساخ منتشرة بالمخيم، ونظافة المخيم ليست كما يجب، أناشد الأطراف المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لإيقاف هذه المأساة والمهزلة”.
هذه عينة وجزء لا يتجزأ من معاناة الأهالي والسكان في مخيمات الشمال، ولسان حال الأهالي يقول: خرجنا بثورتنا لأجل الحرية الكرامة بالدرجة الأولى لنتفاجأ بالواقع الذي لا يمتُ لشيء من المطالب بصلة فإلى متى؟!
يذكر أن إدلب تتعرض لحملة قصف همجية من قبل ميلشيات الأسد وروسيا، تسببت ولا تزال بنزوح آلاف العوائل من منازلهم في جنوب وشرق إدلب إلى مخيمات الشمال على الحدود التركية.