الوقت يداهم قسد ويختبر تركيا

غسان الجمعة

0 2٬187

غسان الجمعة

يسود الجغرافيا السورية ترقب حذِر لوجود توقعات بتحركات عسكرية للقوى المتنافسة، تبع ذلك فشل سياسي للجنة الدستورية في الوصول إلى آلية عمل واضحة واستمرار التهديدات التركية بالقيام بعملية عسكرية ضد إرهابيي (قسد) بالتزامن مع حشود تركية نحو أرياف إدلب.

وفي سيناريو قريب لظروف مشابهة للعمليات العسكرية التركية السابقة، قدمت موسكو خلال الفترة الماضية عرضًا للواسطة بين تركيا من جهة والنظام وقسد من جهة أخرى؛ بغية عدم الصدام بين الأطراف في ضغط واضح على قسد.

وفي ظل تسارع الأحداث، وحتى وقت انعقاد قمة العشرين في إيطاليا أواخر الشهر الحالي، رجَّح مراقبون أن تكون لقاءات الرئيس أردوغان بنظرائه الأمريكيين والروس حاسمة حول انطلاق عملية عسكرية، كما أن كل من قسد وتركيا تتعرضان للابتزاز السياسي بشكل وطرق مختلفة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

حيث تعاني أنقرة من رفض أو تأجيل للعملية التركية حتى اليوم، وقد عاد الرئيس التركي من سوتشي عقب لقائه مع بوتين دون حدوث تغييرات على الأرض، كما أن منطق المقايضة والمعارك المحسومة سلفًا لم تظهر بوادره لليوم، بل على العكس فإن مناطق طريق M4 تشهد تعزيزات تركية ضخمة، وهي المنطقة التي تم الترويج لها كونها منطقة المقايضة بالعملية التركية.

ولا تقل معاناة الدبلوماسية التركية في التعامل مع الأمريكية عمَّا سبق مع روسيا في ملف شرق الفرات، حيث تستخدمه الولايات المتحدة كالعصا في مواجهة أنقرة في الكثير من الملفات العالقة بينهما، وقد حصلت قسد في عهد بايدن على الكثير من التعهدات بالبقاء في شرق الفرات والالتزام بقتال تنظيم (داعش)، ممَّا يعني بشكل آخر حماية قسد من تركيا عمليًا ودعمها إن لزم الأمر.

وزن جديد لربطة الخبز في محافظة إدلب

والعقدة الأكبر في هذا الصراع هو أن مهندس السياسة الأمريكية تجاه سورية والعراق هو (بريت ماكغورك) الذي استقال عقب إعلان ترامب انسحابه من سورية، وأعاده بايدن في عهده لمركز أقوى، حيث يسوِّق ماكغورك لقسد في أروقة البيت الأبيض والإعلام الأمريكي بشكل مستمر، ويخفي عداءه اتجاه تركيا ودورها وهو يمسك بملف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي.

تسعى كل من موسكو وواشنطن لتحقيق مكاسب ومصالح من خطوات أنقرة تجاه قسد كونها نقطة الضعف الأكثر حساسية لها في الوقت الذي تدخل فيه تركيا دائرة الصراع بين القطبين لكسبها كحليف إستراتيجي، وبين تلك العصا وهذه الجزرة تستغل عادة أنقرة ذلك للقيام بما يحقق مصالحها.

وبالنسبة إلى قسد فإن خياراتها محدودة في أي وقت تتحرك فيه تركيا، فإما الانسحاب كما حدث في عين العرب عندما سلمتها لروسيا والنظام السوري، وإما مواجهة الجيش الوطني والتركي في معركة باتت نهاياتها معروفة.

وتسعى روسيا لضغط المستمر على قسد لاكتساب مناطق نفوذ جديدة للنظام السوري، وهو الحل الذي تفضله موسكو وطهران عوضًا عن تعمق الوجود التركي في البلاد.

أيام عسيرة تنتظر مخاض المواقف الذي تريده أنقرة لمعركتها بالتوازي مع ارتباك وحيرة تسود تنظيم قسد الذي يعوّل على إمكانية الصدام مع تركيا من قبل إحدى الدول الفاعلة، أو كسر شوكتها بدعم غربي لقسد.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط