موسم الزيتون في شمالي حلب.. إنتاج قليل وتصريف محلي

غنى مصطفى

0 972

 

 

بدأ مزارعو ريف حلب الشمالي بقطاف الزيتون، وسط تراجع كبير في الإنتاج عمَّا كان عليه في الأعوام الماضية، وما تبعه من تكاليف يحتاجها في قطافه، إضافة إلى العوامل المناخية في المنطقة.

ويعدُّ الزيتون مصدر دخل للكثير من العوائل، لاسيما في (أعزاز، وعفرين) وأريافهما التي تشتهر بزراعته، ما سبب أرقًا للمزارعين.

التقت صحيفة حبر مع عدد من المزارعين في المنطقة، فمنهم من عزا تراجع المحصول لارتفاع التكاليف وغلاء أسعار المحروقات، ومنهم من قال: إن الظروف المناخية لها دور أساسي في قلة الإنتاج لهذا العام.

 

إنتاج قليل:

المزارع (عبد الرزاق أبو سمعو) في ريف عفرين يقول: ” عندي قرابة 300 شجرة زيتون، اضطر لقطف الثمار قبل نضوجها كحال الكثير من المزارعين؛ بسبب قلة الأمطار، ويعدُّ الموسم الحالي ضعيفًا لعدم توفر حمولة جيدة على الأشجار”.

ولخَّص الصعوبات التي واجهته لهذا العام بغلاء المحروقات (المازوت، والبنزين) وارتفاع تكلفة المواصلات التي تكلِّف المزارع 10 ل.ت لكل شوال من الزيتون لنقله إلى المعاصر القريبة، فضلاً عن غلاء أجور الأيدي العاملة، وأجور عصره التي تصل إلى 8%، ووصل سعر التنكة الفارغة إلى 2 دولار وربع.

 

(أبو عبدو) مزارع آخر في مدينة أعزاز، بيّن أن إنتاج الزيتون لهذا العام تراجع مقارنة مع العام الفائت، حيث كانت قطيعة الزيت (وهي كمية الزيت التي ينتجها الزيتون) قليلة، فكل 100 كيلو زيتون أنتج بمعدل 18 كغ إلى 20كغ، حسب نوعيته بينما في السنة الماضية كانت تعطي من ٢٤كغ إلى 30كغ.

 

وتحتاج عملية شجرة الزيتون إلى عناية كبيرة، حيث أوضح المزارع (ماجد عوض) أن أجرة فلاحة الشجرة الواحدة تبلغ 40 ل.ت ويقابلها 20 ل.ت للعامل الواحد بشكل يومي أثناء عملية القطاف، ما يشكل عبئًا ماديًا كبيرًا مقارنة بكمية الإنتاج القليلة والتصريف المحلي للزيت، كون المناطق المجاورة منتجة للزيتون وهي تلبي احتياجاتها بشكل مباشر.

 

أسباب تراجع إنتاج الزيتون لهذ العالم:

التقت صحيفة حبر مع بعض المهندسين الزراعيين في المنطقة، حيث بيّن المهندس الزراعي (خالد رحيل الأحمد) المقيم في مدينة عفرين، أنه “من المعروف لدى شجرة الزيتون صفة وراثية هي المعاومة، أي أنها في سنة يكثر الحمل وفي السنة التي تليها يقل بها كثيرًا بسبب هذه الصفة”.

وفسَّر هذا الأمر أنه في العام الحمل الغزير لا يتم نمو أغصان بعمر سنة، وهي التي تحمل الثمر؛ لذلك يقل الحمل في العام الذي يليه لعدم وجود الأغصان هذه، موضحًا أن عدم العناية الجيدة بالأشجار يسبب نقصًا بالإنتاج بشكل كبير، حيث عملية الخدمة تقلل من صفة المعاومة لوجود التغذية الكافية للشجرة، كذلك موضوع الإصابات الحشرية والفطرية لها دور في قلة الإنتاج وعدم تطبيق عملية المكافحة المتكاملة.

وعن أهم أنواع الزيتون التي تشتهر بها المنطقة قال: “إن نوع الزيتي يأتي بالدرجة الأولى، ثم الخلخالي والصوراني، وعدد قليل من نوع نيبالي.

من جانبه لخَّص المهندس الزراعي (أحمد الشاهر) أسباب تراجع الإنتاج لهذا العام بشكل عام في الشمال المحرر إلى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية من بذار الأسمدة المبيدات ومحروقات وعدم وجود أسواق تصريف، وظروف الحرب وحالة النزوح وعدم الاستقرار، وقطع لأشجار الزيتون خلال الأعوام الثلاثة الماضية للتدفئة أدى إلى نقص أعداد أشجار الزيتون.

تصريف محلي للإنتاج:

لاتزال المعابر التجارية الواصلة بين مناطق الشمال المحرر ومناطق النظام مغلقة، وهي تعد أهم الطرق التي كان يُصدَّر إليها إنتاج الزيت.

وأوضح (فهد كسيبة) عضو غرفة التجارة في مدينة أعزاز بحديثه لصحيفة حبر، أن سعر تنكة الزيت يتراوح بين 37 و40 دولارًا حسب الجودة وكمية الأسيد فيه (نوع أول، ونوع ثانٍ)، وأن حركة البيع والشراء ضعيفة بسبب قلة الموارد المالية لدى الأهالي، وتدني الرواتب إلى جانب انتشار البطالة بشكل كبير.

وعن التصريف للمادة قال: “إن التصريف محلي، ولا يوجد سوى بعض الشركات التركية التي تقوم بشراء الزيت وتصدره إلى تركيا بسبب إغلاق المعابر”.

 

 

وتحتل محافظة حلب المرتبة الأولى على صعيد إنتاج الزيتون بين كافة المحافظات السورية، تليها محافظة إدلب، ويصنف الزيتون بالمرتبة الثالثة بين المحاصيل الزراعية في الإنتاج المحلي بعد القمح والقطن في سورية.

ويبلغ عدد أشجار الزيتون في مدينة عفرين والنواحي التابعة لها 13مليون شجرة، وتشتهر بجودة الزيت الذي يعدُّ أفضل أنواع الزيوت في سورية، فيما يبلغ عدد أشجار الزيتون في أعزاز وريفها 300 ألف شجرة بمساحة تتجاوز   1932 دونم.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط