يسبب الوفاة..انتشار متزايد لمرض خطير في الأردن

469

أفادت وسائل إعلام أردنية بانتشار مرض “المشوكات” أو المعروف أيضًا بـ”الأكياس الكلبية” بشكل متزايد في البلاد، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة وقد يؤدي حتى للوفاة.

وينقل هذا المرض عن طريق الكلاب والقطط الأليفة، ما يجعله ذا طابع طفيلي حيث أوضح الدكتور نايف فريوان، استشاري جراحة الصدر، أن المرض ينتشر في المنطقة العربية وشرق آسيا وإيران، وينتقل عن طريق تناول الكلاب لأكباد حيوانات آكلة للعشب المصابة بأكياس كلابية.

وتتحول المادة المتناولة من قبل الكلب إلى طفيلي دودي في بطنه، حيث تنتج الدودة بيوضًا كثيرة يتم إخراجها عندما يتبرز الكلب.

وأكد الدكتور فريوان أن الفضلات الكلابية يمكن أن تلوث البساتين والحقول، مما يجعل الخضروات والفاكهة المتواجدة في تلك المناطق عُرضة للتلوث بالدودة المسببة للمرض.

وعند تناول هذه الخضروات والفاكهة من قبل الإنسان، تدخل الدودة إلى جسمه وتنمو في الكبد وتشكل الأكياس. وأشار إلى أن نسبة الإصابة بالكيس الكلابي تصل إلى 70% للكبد و30% للرئة، وقد تصاحب الإصابة بالكبد الإصابة بالرئة في بعض الحالات.

وعلى الرغم من أن أعراض المرض لا تظهر في البداية، يمكن للكيس أن يتضخم ويضغط على الأعضاء الداخلية مثل الكبد والحجاب الحاجز والرئتين، مما يسبب آلامًا وضيقًا في التنفس للمصاب، وفي حالة تمزق الكيس في الجسم، قد يتسبب ذلك بحساسية عالية وتهديدًا للحياة.

وحول العلاج، أوضح الدكتور فريوان أنه يتمثل في استئصال الأكياس الكلابية جراحيًا بالإضافة إلى تناول الحبوب المناسبة. وأشار إلى أنه من الملاحظ أن المرض قد انتشر بشكل كبير في الأردن، وذلك بسبب انتشار المواشي وتوافر الظروف المناخية الملائمة لنمو الدودة المسببة للمرض. وأكد أن غرف العمليات الجراحية في المستشفيات تجري عمليات استئصال لهذه الأكياس بصورة منتظمة.

ودعا الدكتور فريوان إلى غسل الخضروات والفاكهة جيدًا قبل تناولها، وعدم شرب الحليب القادم من المزارع التي تحتوي على كلاب ملوثة. كما نصح بمراقبة مربي المواشي المصاحبة للكلاب واتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض.

من جهته، أوضح الدكتور محمد حسن الطراونة، اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية، أن هذا المرض ينتقل عن طريق الفم ويصيب الإنسان عند تناول خضروات غير مغسولة جيدًا تحمل بيوض الطفيلي. يدخل الطفيلي إلى الأمعاء ومن ثم ينتقل مع الدم إلى الكبد أو الرئتين أو الكلية، حيث يستقر وينمو على شكل كيس يحتوي على آلاف اليرقات.

وأكد الدكتور الطراونة أن الكيس الكلابي لا يسبب أعراضًا في بداية الإصابة، ولكنه يمكن أن يظهر أعراضًا عندما يصبح كبيرًا ويؤثر على الأعضاء المحيطة به. يتمثل ذلك في ضغط الكيس على الأعضاء مما يسبب آلامًا ومشاكل في وظائفها الطبيعية. وفي حالة تضخم الكيس بشكل كبير وتوغله في بعض الأعضاء، يمكن أن ينفجر في الجسم مما يتسبب في هبوط شديد للضغط الدمي ومضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.

وبالرغم من التحذيرات المستمرة من الخطورة التي يشكلها هذا المرض، فإن الحالات المسجلة في الأردن تعتبر متوسطة نسبيًا، ولكنها لا تزال تشكل تحديًا صحيًا يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية فورية.

وأوصى الدكتور عبد الرحمن العناني، استشاري الأمراض الصدرية، بضرورة أخذ الاحتياطات الوقائية والكشف الصحي الدوري لمربي حيوانات المنازل، حيث يعتبرون الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ويجب أن يكون العلاج متعدد المراحل، حيث يتضمن استئصال الأكياس الكلابية جراحيًا باستخدام المنظار، ومن ثم العلاج الدوائي لمدة تراوح بين 3 و6 أشهر، وفقًا للحالة وحجم الأكياس.

من المهم أن يأخذ المجتمع ككل هذا الموضوع على محمل الجد، ويعمل على نشر الوعي حول أسباب وطرق انتقال هذا المرض، وتعزيز الإجراءات الوقائية في التعامل مع الحيوانات الأليفة وتناول الطعام الصحيح وغسل الخضروات والفاكهة جيدًا قبل تناولها. إن اتباع هذه التدابير الوقائية سيساهم بشكل كبير في الحد من انتشار مرض “المشوكات” والحفاظ على سلامة المجتمع وصحته العامة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط