حقوق الإنسان تحتل أهمية بالغة في مختلف المجتمعات العربية والغربية، حيث تشكل أساساً أساسياً للعدالة والتقدم الاجتماعي. تعتمد هذه المجتمعات على تنوع من التقاليد والقيم الحديثة والثقافات المتنوعة. على الرغم من هذا التنوع، تظل حقوق الإنسان محوراً رئيسياً ومبدأً لا يمكن التنازل عنه. نشأت حاجة ملحة لحماية حقوق الإنسان بسبب انتهاكات حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تهديدت حياة الإنسان وتم الإهمال لحقوقه.
لذلك، أُعلنت مبادئ حماية حقوق الإنسان في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948. منذ ذلك الحين، أصبح يوم حقوق الإنسان يحتفل به سنويًا، ويُعتبر يومًا مميزًا يجمع كافة المجتمعات، حيث يحمل في طياته الكثير من القيم والمبادئ التي تسهم في بث الأمل وضمان كرامة الإنسان وحماية الشعوب، خاصة تلك التي تعرضت للصراعات والحروب والمآسي الأليمة.
تشمل هذه الحقوق حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحق حرية التعبير، بالإضافة إلى العديد من الحقوق الأخرى التي تهدف إلى حماية كرامة الإنسان وضمان حياته الكريمة.
اقرأ أيضاً: مجلس الشيوخ يرفض مشروع سحب القوات الأمريكية من سورية
ولذلك، حقوق الإنسان تشكل إطاراً أساسياً للحماية والعدالة في جميع أنحاء العالم. يتنوع نطاق حقوق الإنسان ويشمل حقوقًا أساسية مثل حقوق الحياة والحرية والأمان الشخصي. بالإضافة إلى ذلك، تشمل حقوق الإنسان حقوق الطفل، وحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحق حرية التعبير.
ويعتبر الالتزام بحقوق الإنسان محوراً لتحقيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي، وهو يشكل أساساً للسلام والاستقرار العالمي. يوم حقوق الإنسان، الذي أعلنته الأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948، يعتبر فرصة لتسليط الضوء على هذه القضايا وتعزيز الوعي حول أهمية احترام حقوق الإنسان في جميع الأوقات والأماكن.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
في السنوات الأخيرة شهدت المنطقة العربية تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية، وما رافقها من حروب ونزاعات مسلحة تاريخية لا مثيل لها من سلب لحقوق الإنسان على مختلف المستويات في الحياة. في سوريا ومنذ اثني عشر عاما يشهد الشعب السوري مأساة ومعاناة قل نظيرها حيث يتعرض فيها لأشد أنواع الإجرام ولم تخل أي وسيلة للقتل الا واستخدمت ضده من قبل ذلك النظام المستبد، مارس كافة أنواع الظلم بحق شعبه حرمهم أبسط حقوقهم، قتل النساء والرجال والأطفال بل عوائل بأكملها دفنت تحت التراب، قصف المشافي والمدارس والبيوت، هجر البشر، بث التفرقة والتمييز بين أبناء شعبه، قضى على أحلامهم حقا إنه نظام دستوره الإجرام.
كل ذلك الطغيان، لأجل شعب، شق طريقه نحو الحرية وقرر نفض غبار الذل والظلم الذي عاشه طويلا، فكانت عقباهم الحديد والنار ولايزال هذا الشعب في تلك المعاناة التي تحرمه حقوقه بكافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والشخصية ولم نر ممن يتبنى حقوق الإنسان وينادي بها أي ردة فعل اتجاه تلك الانتهاكات الإنسانية والجرائم الوحشية التي قام بها ذلك النظام المجرم.
ما فعلته الجمعية العامة وغيرها ممن تنادوا بالحرية والديمقراطية والقوانين هو المشاهدة والاستنكار بدون أي مبادرة أو تدخل يساعد هذا الشعب المكلوم الذي ذاق أشد ويلات الحروب الذي أصبح أفراده يتمنوا حق الحياة وحق الأمان وحق التعليم وغيره من الحقوق.
ولم تكن سوريا البلد الوحيد الذي عاش هذه الازمات والانتهاكات بل هناك العديد من الشعوب التي تعاني منها وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني الذي يشهد جرائم حرب دامية روعت العالم بأسره من شدة شناعتها حيث ارتكب الإبادات الجماعية والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي و سياسة التمييز العنصري وبفضل التطور التكنولوجي شوهدت كل تلك الأعمال الوحشية ووثقت بالمكان والزمان هذه الانتهاكات التي يتعرض لها ليست بالوقت الحالي فقط بل منذ الإعلان عن حقوق الإنسان بعام 1948 ما ذنب هذا الشعب واي فعل اقترفوه حتى يلقوا ذلك الظلم وذلك الإجرام إنهم دافعوا عن أرضهم و طالبوا بحقوقهم أهذا ذنب!
أصبح ذلك اليوم الذي أعلن فيه عن حقوق الإنسان كابوساً عنوانه الخذلان والذي كان من المفترض أي يكون أملاً وملجأً آمنا لتلك الشعوب، أيقنا كشعوب أن العبرة بتطبيق القوانين وليس بصياغتها.