في مجتمعاتنا الشرقية، وخصوصًا في ظل تعاليم ديننا الإسلامي الذي كرم النساء ومنحهن حقوقهن، هناك من يعتقدون أن الإيمان يكتمل فقط بالمظاهر.
هؤلاء ربما يظلمون المرأة بحجة الدين، مستندين إلى تفسيراتهم الشخصية لنصوص الأحاديث فالنساء يتعرضن للعنف بأشكاله المختلفة، سواء كان جسديًا أو نفسيًا. ويأتي العنف في كثير من الأحيان بحجة الحفاظ على التقاليد والأعراف.
نورا وأحلام الشباب
نورا، الفتاة اليافعة التي وُلدت مفعمة بالحب والأمل والأحلام، ابنة السابعة عشر، كانت تستيقظ كل صباح على صوت فيروز وشعاع الشمس ورائحة الورود. لكن حياتها تغيرت عندما تزوجت من أحمد، رجل كان يعتقد أنها ستكون مصدر سعادته. إلا أن العنف والقسوة كانا هما السمة الرئيسية لحياتهما معًا.
حياة مليئة بالعذاب
تروي نورا بحزن كيف كان زوجها يعاملها بقسوة شديدة، قائلة: “كان يضربني ويشتم دون أي سبب وكنت أعتقد أن الزواج سيجلب لي الراحة، لكن معاناتي تفاقمت بعد الزواج”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأنجبت نورا أربعة أطفال، وعاشوا في بيئة مليئة بالعنف والخوف، حيث كانوا يشاهدون والدتهم تُضرب وتُهان بشكل وحشي.
التحدي والقرار
تعرضت نورا للعديد من حالات الضرب المبرح من زوجها، وكانت تعيش في حالة من الخوف المستمر. لكنها قررت أنها لن تعيش في هذا الظلم بعد الآن.
طلبت نورا المساعدة من محامٍ محلي مختص في قضايا العنف الأسري، الذي قدم لها الدعم النفسي والقانوني. بعد عدة اجتماعات مع المحامي، قررت نورا تقديم طلب للطلاق.
خلال فترة الطلاق، انتقلت نورا وأطفالها إلى منزل صغير يوفر لهم الأمان والراحة. مع مرور الوقت، تغيرت حياتهم وأصبحوا بعيدين عن العنف والاضطهاد. استطاعت نورا أن توفر الحب والرعاية الجيدة لأطفالها، وتعيش حياة حرة ومستقلة.
نهاية مشرقة
كما نجحت نورا في التغلب على المصاعب والظروف الصعبة وتعلمت أن الشجاعة والإصرار يمكنهما تغيير الحياة وبناء مستقبل أفضل وأصبحت نورا رمزًا للأمل والقوة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين في صمت، وتحولت من امرأة مظلومة إلى صاحبة حياة مستقلة ومزدهرة.
تقول نورا في ختام حديثها: “قاومي ولا تيئسي، فالله معك. لا بد أن ينتهي هذا الوضع. توجهي للحياة وستجدين كل شيء، ستجدين من يقف بجانبك. أنا قصة نجاح بعد يأس طويل، والحمد لله. حلمي أن أجمع مبلغًا وأؤسس مركزًا للنساء المعنفات، لأكون دعمًا لهن كما حصل معي.”
نورا كانت إحدى النساء اللاتي قررن تحطيم قيود العنف وصنع حياة جديدة مليئة بالأمل والتفاؤل، لتصبح قصة نجاح ونموذجًا يحتذى به لكل امرأة تعاني في صمت.