أكد تجمع “أحرار جبل العرب” في محافظة السويداء رفضه القاطع لأي تدخل خارجي في شؤون المحافظة، مشدداً على تمسك أهالي السويداء بهويتهم السورية، وذلك رداً على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حماية الدروز في جنوب سوريا.
رفض التدخل الخارجي والتمسك بالهوية السورية
وفي تصريح خاص لـتلفزيون سوريا، قال الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع “أحرار جبل العرب”، مساء الأحد:
“نرفض أي تدخل في الشأن الداخلي للسوريين من قبل أي جهة خارجية. نحن سوريون وهويتنا سورية، ومطالبنا كحال جميع السوريين؛ نسعى للبناء والسلام والعيش الكريم”.
اقرأ أيضاً: فريق طبي قطري يصل دمشق لإجراء 80 عملية قثطرة قلبية للأطفال والكبار
وأوضح عبد الباقي أن السويداء كانت وستظل جزءًا لا يتجزأ من الوطن السوري، وأنها ترفض استغلال القضية الدرزية كذريعة لأي تدخل خارجي، مؤكدًا أن أهالي المحافظة قادرون على حماية أنفسهم ووحدتهم بعيدًا عن أي وصاية خارجية.
انتقادات لتصريحات نتنياهو ودعوات للتظاهر
جاءت هذه التصريحات ردًا على ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن إسرائيل “ملتزمة بحماية الدروز في جنوب سوريا”، مشيرًا إلى أنه لن يسمح بدخول الجيش السوري الجديد إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق.
وإزاء هذه التصريحات، دعا نشطاء في مدينة السويداء إلى مظاهرة في ساحة الكرامة يوم الثلاثاء عند الساعة 11 صباحًا، للاحتجاج على التدخلات الإسرائيلية والتأكيد على رفض الوصاية الخارجية، مؤكدين على وحدة التراب السوري ورفض أي مشاريع تقسيمية.
تصريحات عبد الباقي حول المرحلة الراهنة
وفي سياق حديثه، أشار عبد الباقي إلى أن النظام المخلوع وحلفاءه إيران وميليشيا حزب الله قد تسببوا في الفتن والحروب والإرهاب في سوريا، مشددًا على أن زوالهم قد فتح بابًا أمام مرحلة جديدة من الإعمار والسلام.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأكد أن السويداء لن تكون ساحة للصراعات الإقليمية أو محطة لتصفية الحسابات، داعياً جميع الأطراف إلى احترام سيادة سوريا وعدم استغلال الأوضاع السياسية لتحقيق مصالح خارجية.
تصريحات إسرائيلية مثيرة للجدل
تأتي هذه التطورات في ظل تصريحات حازمة من قبل المسؤولين الإسرائيليين بشأن جنوب سوريا. حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف كاتس خلال مؤتمر صحفي اليوم، أن إسرائيل لن تسمح لأي قوات معادية بالتمركز قرب حدودها، بما في ذلك القوات الإيرانية أو أي فصائل مسلحة.
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي سيبقى متمركزًا في جبل الشيخ والمنطقة العازلة “إلى أجل غير مسمى”، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد لأمنها القومي.
إسرائيل تتعهد بحماية الدروز وترفض دخول الجيش السوري
وفي موقف لافت، قال نتنياهو: “إسرائيل ملتزمة بحماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا ولن نتسامح مع أي تهديد لهم”.
كما أعلن رفض إسرائيل دخول الجيش السوري الجديد أو هيئة تحرير الشام إلى المناطق جنوب دمشق، معتبرًا أن وجود هذه القوات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.
تحذيرات من تداعيات التصعيد
أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة في محافظة السويداء، حيث اعتبر نشطاء محليون أن إسرائيل تحاول استغلال قضية الدروز لتحقيق أجندات سياسية وأمنية في جنوب سوريا، محذرين من تداعيات خطيرة قد تنجم عن التدخلات الخارجية.
ودعا أهالي السويداء إلى وحدة الصف الداخلي ورفض الاصطفافات الدولية التي قد تسعى إلى تقسيم سوريا أو تجزئة نسيجها الاجتماعي.
موقف “أحرار جبل العرب” من التطورات الأخيرة
أكد تجمع “أحرار جبل العرب” على ضرورة الحفاظ على استقرار السويداء وحمايتها من أي محاولات للتدخل الخارجي، مشددًا على أن الطائفة الدرزية في سوريا جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري، وأن حمايتها تقع على عاتق السوريين أنفسهم.
وختم عبد الباقي حديثه بتأكيد التمسك بالهوية الوطنية السورية ورفض أي محاولات لإثارة الفتن أو تقويض وحدة التراب السوري.