أكد رئيس الحكومة السورية الانتقالية محمد البشير أن عملية تسلم مؤسسات الدولة تمت عبر انتقال سلس من وزارات النظام السابق، مشددًا على أن الأولويات الحالية تشمل الحفاظ على الخدمات الأساسية وبسط الأمن والاستقرار في البلاد.
تحديات جسيمة في وجه الإعمار
وأشار رئيس الحكومة إلى أن البلاد تواجه تحديات كبيرة أبرزها الفساد الإداري والمالي، البنية التحتية المدمرة، والديون المتراكمة. وصرّح قائلاً: “النظام المجرم ومنظومته الأمنية عملت لعقود على سرقة مقدرات البلاد، مما أدى إلى وضع اقتصادي متردٍّ عاشه الشعب السوري، حيث كانت أجور الموظفين تتراوح بين 15 إلى 20 دولارًا فقط شهريًا”.
اقرأ أيضاً: تركيا تعلن عودة آلاف السوريين إلى وطنهم
وأضاف أنه لا توجد أرقام دقيقة حتى الآن بشأن الأموال التي سرقها بشار الأسد ونظامه، إلا أن التحقيقات ستسعى للكشف عن هذه الأموال واستعادتها.
محاسبة ومصالحة
طالب رئيس الحكومة المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي الجرائم التي ارتكبت في سوريا على مدى السنوات الماضية، مؤكداً على أن المحاكم المحلية ستتولى متابعة الجرائم التي طالت أبناء الثورة والمدنيين. كما أشار إلى أن هناك ضباطًا كبارًا موثقة جرائمهم سيتم تقديمهم للمحاكمة العادلة.
دعوة للعودة والبناء
ودعا رئيس الحكومة السوريين المهجّرين إلى العودة إلى بلدهم والمشاركة في إعادة إعمار سوريا الجديدة، مؤكدًا أن كافة مكونات الشعب السوري مرحب بها للعمل في مؤسسات الدولة شريطة ألا تكون أيديهم قد تلطخت بدماء السوريين.
وأشار إلى أهمية الاستثمار في المرحلة المقبلة، داعيًا المغتربين ورجال الأعمال السوريين إلى المساهمة في بناء اقتصاد وطني قوي.
علاقات دولية جديدة
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أوضح رئيس الحكومة أن وزارة الخارجية ستعمل على إعادة العلاقات مع دول الجوار والمجتمع الدولي إلى طبيعتها، داعيًا الدول إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا والإفراج عن الأموال المجمدة لدعم عملية إعادة الإعمار.
نحو سوريا مستقرة
واختتم رئيس الحكومة تصريحاته بالتأكيد على أن الحكومة الانتقالية تسعى لإرساء دعائم دولة سورية جديدة قائمة على العدل والمساواة، مشددًا على أهمية التعاون بين جميع المكونات الوطنية لتحقيق الاستقرار وبناء مستقبل مشرق للشعب السوري.