ندى اليوسف |
كرَّم قسم التاريخ في جامعة حلب الحرة الخميس الماضي 17 يونيو/حزيران الحالي برعاية جامعة حلب وبدعم من (جمعية قبس للثقافة والشباب) الفائزين في مسابقة (السيرة النبوية)، وذلك بحضور كل من رئيس جامعة حلب (عبد العزيز الدغيم)، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية (ضياء القالش)، ونائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية (أحمد بكار).
وحضر الحفل أيضًا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بحلب الدكتور (أحمد العمر) والدكتور (أسامة النجار) مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلب، إضافة إلى رئيس قسم التاريخ الدكتور (جميل الحجي)، مع الممثل عن جمعية قبس للثقافة والشباب الأستاذ (بديع العمر)، وعدد من المدرسين والموظفين والطلاب من باقي كليات ومعاهد الجامعة.
اقرأ أيضاً: جامعة حلب تفتتح أهم مرجع علمي في المحرر
وقد كُرّم الطلاب الثالثة الفائزين في مسابقة السيرة النبوية، وهم من طلاب قسم التاريخ بجامعة حلب الحرة، حيث حازت الطالبة (براء أحمد حلاق) على المرتبة الأولى وهي طالبة في السنة الرابعة، في حين كانت المرتبة الثانية من نصيب الطالب في السنة الثالثة (عمار زمار)، أما المركز الثالث فقد حصل عليه طالب الدراسات العليا (حسام الشحاد).
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وللوقوف أكثر على تفاصيل المسابقة صحيفة (حبر) التقت برئيس قسم التاريخ في جامعة حلب الحرة الدكتور (جميل الحجي) الذي أوضح أن “هذه المسابقة هي الأولى من نوعها وباكورة سلسلة من المسابقات التي سيقوم بها قسم التاريخ في الأيام المقبلة، وأقيمت لأهداف عديدة كان من أهمها، خلق جوٍ من التنافس الإيجابي بين الطلبة، والعمل على نشر الوعي المعرفي والثقافي، وخلق جو من التعاون والترفيه بين الطلاب”.
المسابقة وآلية التحكيم:
المسابقة كانت عبارة عن أبحاث أنجزها المتسابقون، ركزت على مختلف جوانب حياة الرسول عليه والسلام، وعلى الجانب الإنساني في السيرة النبوية بأبحاث كانت عناوينها (معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم لزوجاته، ومعاملته للأرامل والأيتام والمساكين، الرسول معلم، الرسول الأب، العفو عند الرسول صلى الله عليه وسلم، التسامح عند الرسول صلى الله عليه وسلم، عدم انتقام الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه، أمانته، تواضعه، حسن معاملته للجوار).
واختيرت الأبحاث الفائزة حسبما أكد لنا الدكتور(جميل) وفق منهجية البحث والتحقيق العلمي في تحكيم الأبحاث ومصداقية المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المتسابق، إضافة إلى أسلوبه وتحليله واختيار الصورة المناسبة للجانب الإنساني في السيرة النبوية.
وأضاف أن: “اختيار الأبحاث الناجحة كان من قبل لجنة تضمنت ثلاثة أعضاء مختصين وأكاديميين من قسم التاريخ، قاموا بتحكيم الأبحاث التي تقدم بها الطلاب الذين كان عددهم 33 طالبًا، اختير منهم 3 طلاب”.
وعن السبب في التركيز على الجانب الإنساني من سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام قال لنا (جميل الحجي): “كان الهدف من اختيار هذا الجانب من حياة الرسول الكريم كونه جانب مغيب، والغالب فقط يركز على الجانب العسكري، فالسيرة النبوية منهج حياة متكامل، فهي مدرسة واقع وتربية أمة والمعلم يجد فيها دروس في فن التربية والتعليم “.
مضيفًا أن “على كل فرد في المجتمع أيًا كان موقعه وصفته يجد مراده، فمن أراد أن يكون معلمًا ناجحًا فعليه بالسيرة، ومن أراد أن يكون شخصًا صالحًا لنفسه مصلحًا لغيره فعليه بالسيرة، ومن أراد أن يكون تاجرًا أمينًا عليه بالسيرة، ومن أراد أن يكون زوجًا لطيفًا عليه بالسيرة، فهي تشمل كل جوانب الحياة”. مشيرًا بأنها ليست عبارة عن غزوات ومعارك وحروب كما يدعي البعض.
فائزون بالمسابقة يروون فرحة نجاحهم:
نال الطالب (عمار زمار) المرتبة الثالثة ببحثه التي تحدث به عن أخلاق الرسول الكريم، متجاوزًا صعوبات عديدة واجهته كأيِّ باحث وأكاديمي، حيث قال لنا: إن فرحة فوزه لا توصف حين تم اختيار بحثه، الذي يحتاج تدقيق بعض الأحداث التاريخية والموازنة بين الروايات العديدة وانتقاء أصحها”.
في حين شكرت الطالبة (براء) كادر قسم التاريخ الذي أتاح لها إمكانية التجربة وخوض مسابقة رائعة نالت بها المرتبة الأولى.
وقد كان للمسابقة أثر كبير وأهمية متعددة الجوانب عادت بالفائدة على كلية الآداب وجامعة حلب على حد سواء، وذلك حسبما وضح لنا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة حلب الحرة الدكتور (أحمد العمر) بأن “للمسابقة أثر كبير في تحفيز الطلاب نحو البحث العلمي، لا سيَّما أن المنافسة كانت على أشدها بين الطلاب، مما جعلهم يتميزون في الكتابة والإبداع.”
مضيفًا بأن “أمثال هذه المسابقة البحثية العلمية تنمي موهبة البحث والتفكير لدى الطلاب، وتدفعهم نحو القراءة والمطالعة، فيبدعون في اختصاصهم، ويكتسبون خبرة البحث والكتابة.”
هذا وتعمل كلية الآداب بشكل خاص وجامعة حلب الحرة بشكل عام على الترحيب بكلِّ المؤسسات التَّعليمية التي تدعم العملية العلمية والبحثية للطلاب، وتتعاون معها في المجالات كافة بما فيه خدمة طلابها، وقد عمدت بالأيام السابقة على إقامة رحلات علمية ترفيهية كان لها أثر واضح في ربط الجانب النظري بالعملي، وتحفيز الطالب على معاينة الوقائع، وتدفعه إلى حب البحث والاكتشاف.