مشروع معالجة صعوبات التعلم في شمال غرب سوريا.. خطوات ناجحة وتأثير مستدام

عبد الملك قرة محمد

في إطار الجهود المستمرة لتحسين التعليم في مناطق النزاع، تقوم جمعية عطاء بتنفيذ مشروع معالجة صعوبات التعلم في شمال غرب سوريا، بالتوازي مع تنفيذ المشروع في لبنان والأردن. يتم تمويل المشروع بالشراكة مع عدة جهات دولية، من بينها البنك الإسلامي للتنمية، وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وجمعية التميز الإنساني في الكويت.

أهداف المشروع:
تحدث أ. إبراهيم نداف، مدير المشروع، عن الأهداف الرئيسية التي يسعى المشروع لتحقيقها، قائلاً: “يهدف مشروع معالجة صعوبات التعلم إلى سد الفجوة في مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب، وتقليل الفاقد التعليمي، بالإضافة إلى التصدي لظاهرة التسرب المدرسي.”
وأضاف أن المشروع يسعى لتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للطلاب في حالات الطوارئ، والارتقاء بمستوياتهم التعليمية، وتزويد المعلمين بالمهارات اللازمة لمعالجة مشكلات صعوبة المادة. كما يقدم دعماً فنياً مستمراً للمعلمين والطلاب، ويسعى إلى إحداث نقلة نوعية في ترتيب أولويات الاحتياجات التعليمية لدى المؤسسات التربوية ومنظمات المجتمع المدني.

اختيار المعلمين وتدريبهم:
تم اختيار المعلمين المستفيدين من التدريب وفق معايير محددة، أبرزها أن يكون المعلم من معلمي الصفوف الأولى (من الصف الأول إلى الرابع) أو مدرسي مواد معينة، مثل اللغة الإنجليزية والتركية والدراسات الاجتماعية.
وأوضح نداف: “اكتسب المعلمون مهارات متنوعة، منها تعزيز مفهوم صعوبات التعلم، والتعامل مع أدلة معالجة صعوبات التعلم باستخدام منهجية علمية تبدأ بالتشخيص وتنتهي بالتقييم. كما تم تدريبهم على وضع خطط علاجية فردية لكل طالب وتوظيف مصادر التعلم المتاحة في البيئة المحلية.”

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: عبور 100 ألف شخص من لبنان إلى سوريا

التحديات وكيفية التغلب عليها:
واجه المشروع تحديات عدة خلال تنفيذه، أبرزها تعذر تطبيق البرنامج خلال أيام الدوام المدرسي، مما اضطر الفريق لتطبيقه في أيام العطلة الأسبوعية، مما قلل من عدد الساعات المتاحة للتطبيق.
وأشار نداف إلى أن التحديات المتعلقة بتباعد المراكز الجغرافية تم التغلب عليها جزئياً من خلال تقسيم الفريق الفني إلى فريقين لتغطية المناطق المختلفة، وتكثيف المتابعة عبر مجموعات الواتساب والاجتماعات الافتراضية.

عدد المستفيدين واختيار الطلاب:
بلغ عدد الطلاب المستفيدين من مراكز معالجة صعوبات التعلم 1774 طالباً وطالبة، تم اختيارهم من بين 6000 طالب بناءً على نتائج الاختبارات التشخيصية التي أجرتها وحدة الدعم الطلابي. وركزت عملية الاختيار على الطلاب الذين يعانون من أشد صعوبات التعلم.

تقليل نسبة التسرب المدرسي:
أكد نداف أن المشروع ساهم بشكل فعال في تقليل نسبة التسرب المدرسي، موضحاً أن “إحدى أهم أسباب التسرب هو شعور الطالب بعدم جدوى وجوده في الصف، وهذا المشروع ساهم في تمكين المعلمين من تشخيص مشكلات الطلاب ومعالجتها، مما أدى إلى تقليل الأسباب التي تدفع الطلاب لترك المدرسة.”

نتائج المشروع بعد 180 يوماً:
تمكن المشروع من تدريب 1053 معلماً ومعلمة في 150 مدرسة في شمال غرب سوريا، حيث أصبحوا مؤهلين للتعامل مع صعوبات التعلم في الصفوف التي يدرسونها.
وتم تقييم أداء المعلمين والطلاب من خلال أدوات تقييم متعددة، منها الاختبارات التشخيصية القبلية والبعدية، والاستبانات التي ملأها المعلمون وأولياء الأمور.

التغذية الراجعة من أهالي الطلاب:
تلقت الجمعية تغذية راجعة إيجابية من أهالي الطلاب الذين عبروا عن امتنانهم للمشروع وتأثيره على أبنائهم، سواء من حيث التحسن الأكاديمي أو التغيرات النفسية الإيجابية تجاه المدرسة.

خطط التوسع في المستقبل:
أوضح نداف أن المشروع يخطط لتوسيع نطاقه عبر التعريف به لدى المنظمات الفاعلة في شمال غرب سوريا، وتشجيع المعلمين وأولياء الأمور على زيارة وحدة الدعم الطلابي. كما سيتم إطلاق منصة إلكترونية توفر مجتمع تعلم متكامل.

استدامة التأثير:
أكد نداف على أهمية نقل الخبرات المكتسبة من المشروع إلى معلمين آخرين لضمان استدامة التأثير الإيجابي، من خلال تشجيع المعلمين على تبادل الخبرات مع زملائهم والافادة من المنصة الإلكترونية التي سيتم إطلاقها.

الطلابسورياصعوباتمشروع صعوبات التعليممنظمة عطاء