الإبحار في عالم القراءة متعة لا يعرفها إلا نخبة يسيرة في هذا العالم الكبير، لكنّ الفضيلة تكمن في نشرهم لهذه المتعة التي تخفي داخلها الكثير من المعرفة وتنمية الفكر وتطوير النفس وتقوية اللغة الأم.
(كتاب كافي) مشروع يدعم القرّاء في مدينة إدلب، ويساهم في تطوير معرفة القراء على مدى واسع.
صحيفة حبر التقت مسؤول العلاقات العامة في المشروع، الأستاذ (هادي إبراهيم) الذي تحدّث عن الهدف من مقهى الثقافة هذا قائلاً : ” هدفنا نشر الثقافة والوعي في المحرر، حيث إننا المنفّذ (رقم واحد) لهذه الفكرة، نسعى لإعادة عقد مصالحة مع الكتاب، بعد أن سيطرت الأجهزة الإلكترونية على عقول شبان المجتمع، ونطمح إلى عودة الناس لطلب العلم، فالقراءة مؤشر للتقدم الحضاري.”
وأردف (إبراهيم)” : نسعى لتوفير مساحة هادئة تناسب القرّاء، من ساحات وأماكن مريحة للجلوس والمطالعة، قمنا بتخصيص أربع غرف للرجال، وأربع غرف للنساء، كما اخترنا مكان المقهى بدقّة، حيث المنطقة هادئة جدًا في حي (مساكن المعلمين)، كما نسعى لتسهيل الوصول إلى الكتب عن طريق موظفة للنساء وموظف للرجال، مزوّدين بقوائم تساعد القارئ على إيجاد الكتاب الذي يريد بأقصى سرعة”.
من الفئة المستهدفة في المشروع؟
يجيب إبراهيم: “بشكل خاص نهدف لتنمية ثقافة الطلاب الجامعيين والأكاديميين والفئة المثقفة، وبشكل عام رواد القراءة وكل من يودّ أن يطوّر من فكره.”
وعن الكتب المتوفرة في المقهى أفادنا بقوله: “نجمع بين جدران هذا المقهى كتبًا من مجالات متنوعة، السياسية والدينية والأدبية والفلسفية والشعر والروايات والكثير من الكتب الثقافية، كما أن العديد من الكتب في الغرف المخصصة للقراءة قمنا بطباعتها على نفقتنا الشخصية، دون التعدي على حقوق الكاتب، فهي متوفرة بشكل مجاني للقراءة ضمن المقهى، وفي المقابل توجد النسخ الأصلية من الكتب في غرفة المبيعات وهي متاحة للبيع.”
هل الوضع في الشمال السوري لا يشكل خوفًا من الخوض في مشروع بهذه التكاليف؟
يجيب إبراهيم: “إننا في مجتمع ثوري علينا الاتجاه إلى جانب البناء، وإنشاء مجتمع متحضر تسوده ثقافات واسعة، ولو تطرقنا لأمر المفارقة بين المحرر هنا والمحتل هناك، سنجد أن المكتبات عندهم بدأ تحويلها إلى محلات تبيع مواد أخرى غير الكتب، بينما يستمر النظام المجرم بنشر مهزلات تتهم المحرر بالجهل”.
ختامًا نأمل أن يصبح الكتاب رائجًا وصديقًا حقيقيًا لأبناء المحرر، لنكون، نحن أمة اقرأ، تقرأ بحق.