قتلوا بلا معنى وبدون أي سبب، هكذا وصف شاهد عيان جثث الشهداء التي كانت تطفوا على سرير نهر قويق، أنها الطقوس المخدرة والمروعة التي كان يحضرها نظام الأسد.
نبرة الرعب الناتج عن الضغط النفسي لبعض الشهود كانت كلها قلق وحذر وتوتر جَلي واضح يرافقه خوف والشهود في حالة لا يحسدوا عليها، فهم أمام مذبحة حقيقية ضمن مشهد فوضوي عشوائي صنعته عقلية مريضة طائفية قاتلة كان قد اوجدها الأسد الأب وأورثها لأبنه، الذي لم يترك أي نوع من أنواع الأسلحة المحرمة دولياً إلا واستخدمها على شعبه الأعزل وما مجزرة نهر قويق التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء إلا شيء بسيط وقد لا يُذكر من سلسلة مجازر الأسد خلال السنوات الماضية والسبب (التغطية غير العقلانية التي تتجنب تحويل القتل الجماعي إلى جريمة حرب).
نعم فالأسد بنظر المنظومة الدولية والمهرولين للتطبيع معه يستحق فرص أخرى أما جرائم القتل الجماعي والإبادة وغيرها فنتائج التحقيق فيها غير واضحة أو أنهم يكررون العبارة: لم يحدث شيء من هذا القبيل، وتلك الصور مفبركة وإن الأسد ليس سوى حمامة سلام وقد تعرض لمؤامرة كونية من قبل شعبه وعلى ذكر السلام ليمنحوه جائزة نوبل للسلام أيضاً. أما الصور والفيديو والمقالات ووسائل التواصل الاجتماعي التي نشرت عن مجازر نهر قويق و غيرها والصور التي سربها قيصر فما هي إلا هزات ارتدادية ولم يشعر بها إلا الشعب السوري وبعض الأشخاص/ أما المجتمع الدولي فقد وصفها بإنها شيء مروع، وأن تلك الصور تبدو حقيقية وطبيعية لكن الأسباب الحقيقية قد لا تبدو منطقية ولا تفيد في الابلاغ عنها أو وصولها إلى محكمة الجنايات الدولية ويجب مناقشتها على الصعيد الوطني السوري واعتبارها عمل تحت عمل السلاح نسبياً.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب
على الأقل وإن كان الاعتراف ببعض الجرائم أمراً ايجابياً ولم يُقال أنها كانت حالة من حالات الانتحار الجماعي، وذلك من أجل الحفاظ على بعض نقاط ماء الوجه. وهنا أعتذر من شهداء نهر قويق ومن النهر نفسه، فهو شاهدُ على مجزرة مروعة جرت بحق الشعب السوري الأعزل وبحق ثورته اليتيمة دون تحمل أي مسؤولية من قبل أصدقاء وشركاء الشعب السوري. واليوم بات واضحاً قفز بعض السياسيين من عربتها عبر إيجاد مقترحات وتشريعات تجعل الجناة يواصلون حياتهم بشكل طبيعي.
أما بشار الأسد و شبيحته فهم أصلاً يعتبرون الدولة السورية “مزرعة” لهم والقتل والعنف والاضطهاد و الاغتصاب مجرد ترفيه و حق طبيعي لهم و مبرر اخلاقياً و عقلانياً من باب حماية العائلة الأسدية ومن منطلق “الأسد أو نحرق البلد” سواء كان المفعول به طفلاً أو امرأة أو شيخاً فلا مانع من ممارسة الترفيه لديهم في نطاق استخدام كافة الاسلحة باستثناء السلاح الكيميائي وإن مجزرة نهر قويق والمجازر الأخرى كانت من مبدأ تعزيز الذات وتقويم سلوك المجتمع لدى الأسد حتى لا يعيد الشعب الخروج مرة أخرى في وهج الحرية والمجد والخلاص. ولكي يتم التعتيم على المجازر المروعة بذلت جهات كثيرة “المال والسياسة والعلاقات” في قضية العثور على هدف يُسهل إلقاء اللوم عليه فمنهم من وضع اللوم على البندقية ومنهم من أتهم رتب أمنية صغيرة ومتوسطة في الأجهزة السلطوية. أما الأسد فهو حيوان ولكنه حيوان ثقافي والحل الحقيقي بنظر بعض الجهات الفاعلة دولياً لا يتعلق بإلقاء اللوم عليه بل بالفرصة وعلى الشعب السوري أن يتقبل الخسارة والدمار وعمليات القتل الجماعية فالقاتل ليس غريب الأطوار أو معتوه بل كان أبناً لزميل وصديق راحل.