تشكل المواد الكيميائية المستخدمة في السجائر الإلكترونية أضرارًا لا تقل خطورة عن تلك الناتجة عن النيكوتين الموجود في السجائر التقليدية. هذه المواد الكيميائية يمكن أن تسبب إدمانًا أكبر، نظرًا لأنها لا تخضع لنفس العمليات التي تحد من تأثير النيكوتين.
ووفقًا لتقرير صادر عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ونقلته وكالة “رويترز” اليوم، الأربعاء 29 مايو، فإن بعض البيانات تشير إلى أن تأثير المواد الكيميائية على جسم الإنسان قد يكون أكبر من تأثير النيكوتين. يمكن لكل من المواد الكيميائية والنيكوتين أن يؤثرا سلبًا على نمو المراهقين، مسببين مشاكل طويلة الأمد في الذاكرة والانتباه.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
تُستخرج مادة النيكوتين من أوراق التبغ، في حين تُصنع المواد الكيميائية بالكامل في مختبرات خاصة. ويحتوي التبغ على مواد كيميائية سامة، مثل القطران وأول أكسيد الكربون. من بين المواد الكيميائية المستخدمة في السجائر الإلكترونية مادة “ميثيل- 6″، التي تُعتبر أكثر تسببًا للإدمان من النيكوتين العادي.
وكشفت دراسة أجراها باحثون في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك في عام 2020 أن مستخدمي السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات مقارنة بمستخدمي السجائر التقليدية. نشرت الدراسة في مجلة “iScience” العلمية، وخلصت إلى أن التغيرات التي تصيب المجتمع الميكروبي نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية تسهم في مجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض اللثة ورائحة الفم الكريهة، وكذلك أمراض السكري والقلب والأوعية الدموية.
منظمة الصحة العالمية تُحصي حوالي 1.3 مليار مستخدم لمنتجات التبغ حول العالم، 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. يُسهم التبغ في الفقر بتحويل إنفاق الأسر من الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى إلى التبغ، مع صعوبة كبح هذا السلوك بسبب الإدمان. كما يؤدي التبغ إلى وفاة ثمانية ملايين شخص سنويًا، مسببًا أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي بالإضافة إلى 20 نوعًا من السرطان.
السجائر الإلكترونية هي أجهزة تشبه شكل السجائر التقليدية، تعمل ببطارية لتسخين سائل مؤلف من البروبيلين غليكول أو الغليسرين لإنتاج بخار كثيف يتم استنشاقه. تُعتبر السجائر الإلكترونية أخطر من التقليدية لأنها لا تنذر المدخن حين تنتهي، مما يعني إمكانية تدخينها دون توقف، وبالتالي عدم القدرة على التحكم بكمية النيكوتين التي تصل إلى الدم.
لا تضمن السجائر الإلكترونية الإقلاع عن النيكوتين أو التبغ؛ بل على العكس، فهي تجذب البعض لتجريبها بسبب نكهاتها المختلفة وادعاءات بأنها غير ضارة، ما يزيد من خطر الإدمان والمشكلات الصحية المرتبطة بها.