طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من “هيئة تحرير الشام” المساعدة في تحديد مكان الصحفي الأمريكي المفقود في سوريا، أوستن تايس، وتحريره ضمن عمليات تحرير السجون التي رافقت الإطاحة بنظام بشار الأسد.
يأتي هذا الطلب بعد أكثر من عقد على اختفاء تايس عام 2012، وسط تقديرات أمريكية بأنه لا يزال على قيد الحياة.
جهود أمريكية مكثفة
قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي بتاريخ 10 ديسمبر الجاري، إن المسؤولين الأمريكيين يعملون بجد للحصول على أي معلومات متاحة بشأن مكان وجود تايس.
اقرأ أيضاً: ما هي حقيقة أقبية سجن صيدنايا؟.. معتقل سابق يروي الطريق!
وأكد كيربي أن الوضع المتغير في سوريا قد يشكل فرصة لجمع المزيد من التفاصيل حول حالته، مع الإشارة إلى أن واشنطن لا تملك أي معلومات تناقض افتراض بقاء تايس على قيد الحياة.
مكافأة مالية ومناشدات علنية
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، عبر برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، عن مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل أي معلومات دقيقة تساعد في الكشف عن مصير أوستن تايس. وأكدت الوزارة في منشور لها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن سقوط نظام الأسد قد يُسهم في الوصول إلى معلومات جديدة بشأن القضية، داعية كل من لديه معلومات للتواصل بسرية تامة.
تحركات دبلوماسية واتهامات للنظام السوري
في 9 ديسمبر، أكد مسؤولون أمريكيون استمرار الجهود لمعرفة مصير تايس، حيث زار المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، العاصمة اللبنانية بيروت في إطار مساعٍ مكثفة. وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى أن مسؤولين آخرين يعملون على التواصل مع شخصيات داخل سوريا للحصول على أدلة حول مكان الصحفي.
وكانت والدة أوستن تايس، ديبورا تايس، قد صرّحت في 7 ديسمبر أن ابنها لا يزال حيًا، مستندة إلى مصدر “موثوق” أكدت الحكومة الأمريكية مصداقيته.
الإطاحة بنظام الأسد وتحولات ميدانية
في الأيام الأخيرة، شهدت سوريا تصعيداً دراماتيكياً انتهى بسقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، حيث فرّ إلى روسيا التي منحته “اللجوء الإنساني”. وسبق ذلك تقدم واسع لفصائل المعارضة السورية، التي سيطرت على مناطق استراتيجية مثل مدينة حمص. واعتبرت واشنطن أن فشل النظام في الانخراط بالعملية السياسية كان السبب الرئيسي وراء التصعيد العسكري.
محاولات سابقة للإفراج عن تايس
تعود جهود الإفراج عن تايس إلى سنوات مضت، حيث سعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى التفاوض مع نظام الأسد عبر قنوات خلفية. وفي عام 2020، أُرسل مسؤولون أمريكيون للتفاوض مع رئيس المخابرات السورية آنذاك، علي مملوك، لكن هذه المحاولات لم تسفر عن نتائج.
أوستن تايس.. عقد من الغموض
اختفى الصحفي أوستن تايس، الذي كان يعمل لصالح عدة وسائل إعلام أمريكية، في سوريا عام 2012 أثناء تغطيته للنزاع. وتؤكد واشنطن أن النظام السوري يتحمل مسؤولية اختفائه، لكنها تسعى الآن لاستغلال المتغيرات الجديدة على الأرض في سوريا لكشف مصيره وإعادته إلى الوطن.