إعادة تأهيل جسر الرستن في حمص بتكلفة مليوني دولار

أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان عن بدء أعمال إعادة تأهيل جسر الرستن، أحد أهم المعابر الحيوية في ريف حمص، بتكلفة تقديرية تصل إلى مليوني دولار، ومن المتوقع أن تستمر أعمال الصيانة لمدة ستة أشهر، تنفذها الشركة العامة للطرق والجسور.

أضرار جسيمة ناجمة عن القصف

يأتي هذا القرار بعد تقييم فني أجرته لجنة مختصة تابعة للوزارة، في الخامس من الشهر الجاري، شمل سد الرستن والجسر، حيث أظهر التقييم تعرض الجسر لأضرار جسيمة جراء قصف صاروخي سابق، مما أدى إلى حفرة بعمق يتراوح بين متر و1.5 متر، بالإضافة إلى تشققات في القميص الزفتي للطريق وهبوطات سطحية واضحة.

اقرأ أيضاً: وزارة الكهرباء تعلن عن خطط لزيادة التغذية الكهربائية وتطوير…

وأوضحت اللجنة أن المنشآت البيتونية للجسر لا تزال بحالة مقبولة رغم ظهور تقشّر ناجم عن الرطوبة، كما لوحظت حركة مرورية كثيفة عليه، لكنها لم تُعتبر تهديداً مباشراً لبنية السد. ومع ذلك، أكدت اللجنة أن الأضرار امتدت إلى الطريق، مما استدعى تحديد قدرة تحمّل الجسر، وهو ما يتطلب الرجوع إلى المذكرة الحسابية الخاصة به، والتي لم تكن متاحة خلال الكشف الفني.

جسر حيوي يربط شمال سوريا بجنوبها

يُعد جسر الرستن شرياناً حيوياً يربط شمال سوريا بجنوبها، ويمر عبره الطريق الدولي السريع M5، الذي يربط دمشق بحلب، مما يجعله ممراً رئيسياً لتنقل المدنيين ونقل البضائع بين المحافظات.

تعرض الجسر لأضرار كبيرة في أواخر عهد نظام الأسد، بسبب القصف الروسي المباشر الذي استهدف المنشآت الحيوية في المدينة، ما أدى إلى تآكل بنيته وإغلاقه لفترة من الزمن. ورغم ذلك، استمرت المركبات في العبور عليه قبل أن يتم حظر حركة السيارات الصغيرة والثقيلة تحسباً لخطر الانهيار، وفق ما أوصت به لجنة هندسية محلية.

وفي وقت سابق، حذّر مدير الموارد المائية في حماة، مصطفى سماق، من أن ارتفاع منسوب مياه بحيرة الرستن قد يؤدي إلى كارثة في حال هطول أمطار غزيرة، مما يجعل إصلاح الجسر أمراً ملحاً.

تاريخ الجسر وبنيته الهندسية

تم بناء أول جسر فوق سد الرستن عام 1958، خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر، بهدف اختصار المسافة داخل المدينة بحوالي 7 كيلومترات. لكن هذا الجسر القديم تعرض للاهتزازات ومخاطر أخرى، مما استدعى البحث عن بديل أكثر أماناً.

وفي أوائل سبعينيات القرن العشرين، تم تشييد الجسر الحالي ليكون بديلاً عن الجسر القديم، حيث تم بناؤه بعيداً عن السد لتجنب المشكلات التي واجهها الجسر السابق.

المواصفات الفنية للجسر

  • الطول: 600 متر
  • عدد الركائز: 15 ركيزة، أطولها 90 متراً
  • العرض الكلي: 24 متراً
  • المسارب: مسربان بعرض 9 أمتار لكل منهما
  • الجزيرة الوسطية: 3 أمتار، مغطاة بالبلاطات البيتونية مسبقة الصنع
  • الأرصفة: متر ونصف لكل جانب
  • الهيكل العلوي: يتكون من 84 عارضة، طول الواحدة 41.2 متر، ووزنها 150 طناً

تحديات التنفيذ وضرورة الإسراع في إعادة التأهيل

رغم بدء أعمال الصيانة، يرى مراقبون أن إعادة تأهيل الجسر قد تواجه عقبات فنية وإدارية، خاصة في ظل نقص التمويل وغياب المذكرة الحسابية الدقيقة لقدرته التحملية. ومع ذلك، فإن إصلاح الجسر يمثل أولوية حتمية نظراً لأهميته في ربط المحافظات السورية وتسهيل الحركة التجارية والمدنية.

أخبار سورياإعادة تأهيل جسر الرستنالمواصفات الفنية للجسرسوريا