إعادة حجاج سوريين من السعودية تثير جدلاً واسعاً

أثارت حالات إعادة الحجاج السوريين القادمين من الشمال السوري المحرر، والمسجلين لدى “لجنة الحج العليا السورية” التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة”، ومنعهم من تأدية فريضة الحج لهذا العام، جدلاً كبيراً.

هذا الجدل أتى وسط غياب الرواية الرسمية وتعدد الأسباب المحتملة التي أشارت إليها مصادر مطلعة.

وانتقدت العديد من الجهات غياب آليات معتمدة للتحقق من سلامة الجوازات المقدمة من قبل الحجاج، حيث تبين أن بعض الجوازات مزورة بشكل سيئ، ما حال دون قراءتها بالأجهزة المخصصة.

وأشارت المصادر إلى أن لجنة الحج لم تضع خطة طوارئ تضمن إعادة الحجاج المبعدين الذين انتظروا لساعات طويلة في مطار جدة، غالبيتهم من المرضى وكبار السن.

وأشارت مصادر مطلعة إلى أن السلطات السعودية قبلت الجوازات الصادرة عن النظام السوري وبعض الجوازات الصادرة عن الائتلاف الوطني السوري بشرط أن تكون بحالة جيدة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

غير أن بعض الجوازات المرفوضة كانت مطبوعة على ورق عادي ولا تشبه الجوازات الرسمية، بالإضافة إلى استخدام بعض الجوازات لصور شخصية مختلفة مما أدى إلى إعادتها.

واستغلت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري هذا الوضع لتعزيز روايتها بأن السعودية ترفض استقبال الحجاج الذين يحملون جوازات سفر صادرة عن الائتلاف.

ومع ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن رفض الجوازات لا يتعلق بالجهة المصدرة لها، بل بكونها غير صالحة أو مزورة.

وأكد مصدر في “الهيئة السورية للحج والعمرة” أن هناك عدة أسباب لهذه الحالات، منها التدقيق الأمني، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على معالجة هذه المشكلات وحفظ حقوق الحجاج.

اقرأ أيضاً: انخفاض غير متوقع في إنتاج القمح بمناطق سيطرة نظام الأسد

واتهمت مصادر النظام السوري بتعمد إرسال جوازات مزورة عبر سماسرة إلى الأشخاص في المناطق المحررة لإفشال موسم الحج عبر اللجنة.

وأشارت إلى أن العام الماضي 2023 شهد إعادة 13 جواز فقط من أصل حوالي 10 آلاف حاج، بينما هذا العام تمت إعادة 44 جواز من أصل 1700 حتى الآن.

وقد أعلنت “الهيئة السورية للحج والعمرة” التابعة لـ”الحكومة السورية المؤقتة” انطلاق أولى رحلات الحجاج السوريين من مطار غازي عنتاب في تركيا يوم السبت الأول من يونيو 2024.

وأوضحت “وزارة الأوقاف” التابعة لنظام الأسد أنها فتحت باب التسجيل على موسم الحج لعام 2024 لأول مرة منذ 12 عاماً، بينما أكد “عبد الرحمن مصطفى”، رئيس “لجنة الحج العليا السورية”، تخويل اللجنة لإدارة الحج بشكل مستقل عن النظام السوري وبالتعاون المباشر مع المملكة السعودية.

وقد سحبت المملكة العربية السعودية ملف الحج من وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري في العام 2013، وسلمته للائتلاف السوري المعارض (لجنة الحج العليا السورية). وكان النظام السوري قد اتخذ من هذا الأمر وسيلة لتعزيز شرعيته في الإعلام.

وقالت دائرة العلاقات العامة للائتلاف في توضيح: إن الشائعات التي تتحدث عن توقيف أعداد كبيرة من الحجاج السوريين في السعودية منفية وغير صحيحة.

وأشارت إلى أنه حتى تاريخ اليوم سافر مايقارب الـ 2000 حاج من الحجاج السوريين عن طريق الهيئة السورية للحج والعمرة.

وأضافت: “حتى الآن، دخلت الغالبية العظمى من الحجاج، وهناك عدد محدود من الحالات لديها مشكلات متعددة يتم متابعتها من قبل الهيئة السورية للحج مع السلطات السعودية”.

وأوضحت أن “بعض هذه الحالات لديها مشكلة في الصفحة الأولى من الجواز ويتعذر قرائتها على الأجهزة المخصصة”، مجددة التذكير بأن الائتلاف لا يصدر جوازات سفر.

أخبار سورياإعادة حجاجالحج في سورياالسعوديةالنظام السوريسوريا