حققت سيدتان سوريتان إنجازاً بارزاً بفوزهن في الانتخابات البلدية البلجيكية التي أُجريت يوم الأحد الماضي، وذلك بعد أعوام من وصولهن كلاجئتين هاربتين من الحرب في سوريا.
فازت سالي غنوم، المرشحة عن قائمة “الحزب القومي الفلمنكي”، بمقعد في مجلس منطقة دورنه، التي تضم حوالي 85 ألف نسمة وتعتبر أكبر منطقة ضمن مدينة أنتويرب. عبّرت غنوم (44 عاماً) في مقابلة مع موقع “تلفزيون سوريا” عن سعادتها بالفوز، مشيرة إلى أن خططها المستقبلية تتضمن التركيز على الخدمات العامة وحل المشكلات اليومية للسكان. وصرّحت قائلة: “سأعمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وفق الإمكانيات المتاحة”.
اقرأ أيضاً: تركيا تنفي وقوع هجوم على حدودها وسط اشتباكات في ريف حلب
وأوضحت غنوم أنها تسعى، على المدى البعيد، إلى تعديل قانون العمل وتقليل الضرائب بما يسهم في تحسين الاقتصاد ويدعم أهل البلد والقادمين الجدد. كما أكدت على أهمية دعم الفنون والثقافة، مشيرة إلى أن الأزمات الأخيرة مثل جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا أثرت سلباً على هذا القطاع.
في السياق ذاته، حققت السورية سهام حزوري نجاحاً أيضاً بفوزها عن “حزب العمل” (PVDA) في بلدية دورن، حيث حصلت على 1449 صوتاً على مستوى مدينة أنتويرب. سهام، التي تنحدر من مدينة حلب، كانت مرشحة عن الحزب اليساري، وعملت كمعلمة لغة عربية ومتطوعة اجتماعية.
كما ترشح عدد من السوريين الحاصلين على الجنسية البلجيكية في هذه الانتخابات، حيث كان معظمهم من الأحزاب اليسارية الداعمة للاجئين، لكنهم لم يحققوا النجاح المنشود.
في نتائج الانتخابات بشكل عام، حافظ الحزب القومي الفلمنكي على موقعه كأكبر حزب في أنتويرب. بينما لم يتحقق الصعود الكبير لليسار الذي كان متوقعاً. وظل الحزب الاشتراكي في بروكسل وحزب العمل في والونيا على قوتهما.
ومن جهة أخرى، شهد الحزب اليميني المتطرف “فلامس بيلانغ” فوزاً ملحوظاً بتوليه منصب عمدة مدينة نينوف، وهو إنجاز لم يحدث من قبل.
بهذا الإنجاز، تعكس نتائج الانتخابات مدى تأثير الجالية السورية في بلجيكا وقدرتها على التفاعل مع المجتمع الجديد وتقديم مساهمات إيجابية.