إنشاء جامعة “الخابور” في تل أبيض..خطوة لتعزيز التعليم العالي شمالي سوريا

أعلن أكاديميون عن تأسيس جامعة “الخابور” الخاصة في مدينة تل أبيض شمال محافظة الرقة، وهي منطقة تسيطر عليها “الحكومة السورية المؤقتة”.

وجاء الإعلان الرسمي عن تأسيس الجامعة في الأول من أيلول 2024، حيث ستضم الجامعة ست كليات متنوعة تشمل تخصصات الشريعة الإسلامية، العلوم السياسية، الهندسة الزراعية، الاقتصاد والإدارة، الهندسة المعلوماتية، والطب البيطري. إلى جانب الكليات، تضم الجامعة ثلاثة معاهد تقنية.

رسوم التسجيل والمستفيدون من الحسومات

تتراوح رسوم التسجيل في جامعة “الخابور” بين 300 و500 دولار أمريكي وفقًا للتخصصات المختلفة. كما أعلنت الجامعة عن تقديم حسومات خاصة لبعض الفئات، مثل أسر الشهداء والعاملين في “الجيش الوطني السوري”. ومن ناحية أخرى، ستتوفر خدمات نقل للطلاب من مدينة رأس العين إلى تل أبيض، إلا أنه لم يتم تحديد موعد رسمي لافتتاح الجامعة أو بدء استقبال الطلبات حتى الآن.

أهداف الجامعة وتحديات التعليم في المنطقة

تأتي هذه الخطوة بعد غياب طويل للتعليم العالي في المنطقة منذ سيطرة “الحكومة المؤقتة” على مدينتي تل أبيض ورأس العين في عام 2019. وتعتبر الجامعة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث تهدف إلى إعادة إحياء التعليم الجامعي بعد سنوات من الانقطاع.

موقع الجامعة ودور المجلس المحلي

أوضح عبدالله علايا، مدير التربية والتعليم في تل أبيض، أن الجامعة تواصلت مع مكتب التربية والتعليم للحصول على موقع ملائم لتأسيسها. وقد خصصت المديرية مدرسة “تل أبيض الرسمية” لتصبح مقرًا رئيسيًا للجامعة. وأضاف أن المجلس المحلي يقدم الدعم اللازم للجامعة من حيث الترخيص والتسهيلات، وذلك بعد استكمال أعمال تأهيل المبنى وتجهيز القاعات.

اقرأ أيضاً: نظام الأسد يطرح أملاك مهجري إدلب في مزاد علني

وأشار علايا إلى أن المجلس المحلي سبق وقدم الدعم لجامعة “حلب الحرة” في ريف حلب، وسيقدم نفس المستوى من الدعم لجامعة “الخابور”، في إطار تعزيز فرص التعليم العالي لأبناء المنطقة.

خطة التوسع والكوادر الأكاديمية

وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية صرح حسن محمد أبو قصرة، رئيس مجلس أمناء جامعة “الخابور”، أن مشروع إنشاء الجامعة بدأ منذ أواخر عام 2023، وقدمت الجامعة طلب ترخيصها من “الحكومة المؤقتة” في بداية هذا العام، وهي حاليًا قيد الترخيص. وأشار إلى أن استقبال الطلاب سيبدأ خلال فترة لا تتجاوز شهر ونصف، مع التأكيد على جاهزية الكوادر الأكاديمية المتخصصة.

كما كشف أبو قصرة عن وجود خطط لتوسيع الجامعة في المستقبل، مع احتمالية افتتاح فروع جديدة في مدينة رأس العين. وأكد أن الجامعة تم إنشاؤها بجهود شخصية من الأكاديميين، وليست مدعومة من أي جهة خارجية، بهدف تحسين الواقع التعليمي في المنطقة.

الواقع الاقتصادي وتأثير الرسوم الدراسية

أبو قصرة أشار إلى أن الرسوم الدراسية في جامعة “الخابور” تُعد أقل مقارنة بباقي الجامعات الخاصة في الشمال السوري، وتم وضعها مع الأخذ بالاعتبار الوضع الاقتصادي الصعب لسكان المنطقة. حيث يبلغ متوسط الأجور اليومية بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (ما يعادل 5 إلى 7 دولارات أمريكية)، ويعتمد معظم السكان على الزراعة وتربية المواشي.

الطلاب المنقطعون عن التعليم العالي وتحديات التعليم

تشير الإحصائيات  إلى أن هناك حوالي 170 طالبًا منقطعًا عن التعليم الجامعي في مدينة رأس العين و135 في تل أبيض. يعود هذا الانقطاع إلى غياب المؤسسات التعليمية المحلية والصعوبة في الالتحاق بجامعات “حلب الحرة” التي تعتمد على التعليم عن بعد، إضافة إلى التكاليف العالية للدراسة.

 

التحديات الإقليمية والظروف المحيطة

تدار مدينتا رأس العين وتل أبيض من قبل “الجيش الوطني السوري” وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد إلى الخارج. ومع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، يبقى التعليم واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه السكان المحليين، وسط سعي حثيث لتحسين الوضع التعليمي وتعزيز فرص التعليم العالي.

أخبار سورياتل أبيضجامعة الخابورسوريا