شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي حالة من التوتر والاحتجاجات اليوم الثلاثاء، 20 أغسطس/آب، على خلفية استئناف عمل معبر “أبو الزندين” الذي يربط المناطق المحررة بمناطق سيطرة نظام الأسد.
وقام المحتجون بقطع الطريق أمام الشاحنات المتوجهة لمناطق النظام، مانعين السيارات التجارية من العبور، وذلك وسط رفض شعبي واسع النطاق واحتجاجات تعكس الانقسامات حول فتح المعبر.
وبثّت صفحات محلية مشاهد مصورة تُظهر المحتجين وهم يعيقون مرور شاحنات محملة بالقمح والشعير من الوصول إلى المعبر، وسط تجاذبات حادة بين مؤيدي ومعارضي استئناف العمل به. وفي الوقت ذاته، وصل رتل من عشرات السيارات بعضها مزودة بالرشاشات إلى مدينة الباب، قادمًا من مارع، في تعبير واضح عن رفض افتتاح المعبر.
ناشطون في المنطقة أرجعوا أسباب هذه التوترات إلى غياب مرجعية ثورية موحدة تتخذ القرارات بما يخدم مصلحة المنطقة والثورة. وأشاروا إلى أن استمرار هذا الغياب سيؤدي إلى زيادة التخبط والصراعات الداخلية.
اقرأ أيضاً: إدخال أنظمة “أفنجر” الدفاعية لقسد في شمال سوريا
من جهة أخرى، يرى المدافعون عن فتح المعبر أنه يمكن أن يساعد في تنظيم حركة التجارة وتقليل سلبيات التهريب، في حين يؤكد المعارضون أن فتح المعبر يمثل خيانة لدماء الشهداء ويعطي نظام الأسد ورقة سياسية رابحة، تتجاوز الفوائد الاقتصادية المحتملة.
وقد أفادت تقارير محلية بسقوط قذائف هاون مجهولة المصدر في محيط المعبر، مما زاد من حدة التوتر. بينما حذرت مصادر إعلامية من استمرار الاحتجاجات، مع إمكانية تصاعدها إلى مظاهرات أكبر في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”.
وأشار النشطاء إلى المخاطر المرتبطة بفتح معبر “أبو الزندين”، بما في ذلك تعزيز موقف نظام الأسد على المستوى المعنوي، ورفع أسعار الأغذية والأدوية في المناطق المحررة، وإغراق الأسواق بالبضائع المزورة، وزيادة تهريب المخدرات.
يذكر أن المعابر التجارية في ريف حلب الشمالي والشرقي، التي تربط مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بمناطق سيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، قد استأنفت عملها بعد توقف دام أسبوعًا. ومع ذلك، فإن الفعاليات المدنية والثورية في المناطق المحررة تواصل رفضها القاطع لفتح أي معابر رسمية مع النظام، معتبرة أن أي فائدة تجارية لن تبرر الضرر الكبير الذي ستلحقه بالمناطق المحررة.