اختتام دورة تحقيق النصوص التراثية في أعزاز

مما لا شكَّ فيه أن إحياء التراث المخطوط هو الركيزة الأساسية التي تدعم الوجود الحضاري والهوية الثقافية للأمم، ذلك أن موقع المخطوطات من التراث عمومًا هو موقع القلب من جسد حضارات الأمم.

إن معظم التراث الإسلامي المخطوط لا يزال ينتظر اليد الحانية لتمتد إليه وتخرجه من ظلمات مستودعات المخطوطات في مكتبات العالم، إلى نور الطباعة والنشر. هناك مئات الآلاف من المخطوطات، ربما تبلغ ثلاثة أو خمسة ملايين، على اختلاف الإحصاءات، وهذه المئات من ألوف المخطوطات تحمل آلاف العناوين، وما نشر منها حوالي عشرة بالمئة فقط، وهذا ما يجعلنا نقول بأن هذا التراث العلمي الضخم ما زال في معظمه مجهولا.

الكشف عن المدن المستهدفة في العملية التركية ضد قسد بجيش قوامه 35 ألف مقاتل

وإذا كان هذا صحيحًا على وجه العموم، فكيف بإحياء هذا التراث ونشر خدمته العلمية الرصينة من طريق العناية بعلم تحقيق المخطوطات في تركيا وسوريا على وجه الخصوص، فتركيا تحتل المكانة الأولى في العالم الإسلامي من حيث كونها تضم أكبر وأغنى المجموعات الخطية العربية في العالم، وسورية اشتهرت بمجموعتين من أغنى المجموعات في العالم وأعلاها قيمة، هما مجموعة الظاهرية بدمشق ومجموعة الوقفية بحلب.

مما لا شكَّ فيه أن إحياء التراث المخطوط هو الركيزة الأساسية التي تدعم الوجود الحضاري والهوية الثقافية للأمم، ذلك أن موقع المخطوطات من التراث عمومًا هو موقع القلب من جسد حضارات الأمم.

 

وإذا كان هذا صحيحًا على وجه العموم، فكيف بإحياء هذا التراث ونشر خدمته العلمية الرصينة من طريق العناية بعلم تحقيق المخطوطات في تركيا وسوريا على وجه الخصوص، فتركيا تحتل المكانة الأولى في العالم الإسلامي من حيث كونها تضم أكبر وأغنى المجموعات الخطية العربية في العالم، وسورية اشتهرت بمجموعتين من أغنى المجموعات في العالم وأعلاها قيمة، هما مجموعة الظاهرية بدمشق ومجموعة الوقفية بحلب.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أهميَّة الدورة:

تأتي هذه الدورة العلمية في ظلِّ مؤسسة غرَّاء، التي كانت قد رعت سابقاً دورات علمية في تحقيق النصوص من خلال مركز البحوث الإسلامية (إيسام في إسطنبول)، فتكون دورة أعزاز خطوة جديدة في سياق نشر ثقافة تحقيق النصوص خارج حدود تركيا، تشترك فيها هاتان المؤسستان.

وثمَّة أمر لا بد من ذكره في سياق الحديث عن الأهمية العامة لدورات تحقيق المخطوطات هو أن ما حقِّق من المخطوطات إلى الآن لم يستوف في معظمه أصول التحقيق، ولم يوفَّ حقَّه من الدراسة. وهذا يعزِّز من أهمية قيام مثل هذه الدورات.

وأمر آخر يمكن إضافته لإبراز أهمية هذه الدورة هو قلَّة الدورات العلمية المنهجية التي تنشر ثقافة تحقيق النصوص في العالم، وقلَّة المؤسسات التي تعنى بذلك، فهناك معهد المخطوطات العربية، وهناك مؤسَّسة الفرقان في لندن، وهناك مركز إحياء التراث في بغداد، وهناك مركز جمعة الماجد في دبي، وهناك الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، وهناك مركز البحوث الإسلامية (ايسام) في إستانبول. فهذه المؤسسات معدودة على الأصابع. ولو قارنا هذا العدد المحدود بآلاف الطلبة في الماجستير والدكتوراه الذين هم بحاجة إلى تعميم ثقافة تحقيق النصوص لوجدنا أن الحاجة كبيرة، ولا يمكن تغطيتها بهذه الجهود المحدودة.

أعزازاختتام دورة تحقيق النصوصدورة تحقيق النصوصدورة في تحقيق النصوصسوريا