حذر الدفاع المدني السوري من ارتفاع حرائق المحاصيل الزراعية في مناطق شمال غربي سوريا لأنه مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يتزايد خطر الحرائق وتأثيرها السلبي على المحاصيل، وخاصة القمح والشعير.
وفي ظل استمرار الحرب والدمار الذي تعانيه المناطق المذكورة جراء قصف النظام وروسيا، تتعرض مقومات الإنتاج الزراعي للتدمير والتقلص، بسبب حملات التهجير واقتراب الأراضي الزراعية من خطوط التماس وتزيد المأساة بعد الزلزال المدمر الذي ألحق خسائر جسيمة بالبنية التحتية.
تركيا تستبعد لقاءً بين أردوغان وبشار الأسد
ومع بداية شهر أيار من كل عام، يتزايد عدد الحرائق في سوريا بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ويرجع هذا إلى استهداف الأراضي الزراعية من قبل قوات النظام وروسيا في فترة الحصاد، وعدم اتباع إجراءات الأمن والسلامة خلال عملية الحصاد، بالإضافة إلى رمي أعقاب السجائر بالقرب من المحاصيل وحرق القمح لاستخراج مادة الفريكة بالقرب من الحقول وفق حديث حميد قطيني المتطوع في الدفاع المدني لصحيفة حبر.
واستعدادًا لهذه الظروف الصعبة، وضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية. تهدف الخطة إلى التنسيق الجيد والوصول السريع للتعامل مع الحرائق، وتقليل الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، وتتضمن اتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها والتعامل السريع معها.
وتعمل فرق الإطفاء على تقديم الدعم والتوعية للمزارعين والعمال في المناطق المتضررة كما تُقام جلسات توعوية وتدريبية تشمل شرحًا نظريًا لأنواع الحرائق وأسبابها، بالإضافة إلى تدريبات عملية حول إخماد الحرائق الصغيرة قبل انتشارها واستخدام مطفأة الحريق اليدوية. كما يتم التركيز على طرق الأمن والسلامة لحماية المحاصيل والوقاية من الحرائق.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب
وتتوجه رسالة من الدفاع المدني إلى المدنيين والمزارعين بضرورة اتباع إجراءات السلامة والحذر إذ يجب على الجميع عدم إشعال النيران لتجهيز الفريكة بالقرب من المحاصيل الزراعية، والابتعاد عن الحقول واللجوء إلى أماكن بعيدة ومعزولة.
كما يجب تجنب رمي أعقاب السجائر بالقرب من الأراضي المزروعة بالحبوب وضرورة وجود طفايات يدوية للحرائق في آلات الحصاد للتعامل السريع مع الحرائق الصغيرة، ووضع جرار بالقرب من المحصول لحراثة الأرض في حالة نشوب حريق.
ويجب على الجميع الإبلاغ الفوري عن أي حريق، مهما كانت صغره، لتسهيل السيطرة عليه قبل انتشاره وتفاقم الأضرار. يتوجب على المجتمع المحلي والسلطات المحلية العمل بتنسيق وتعاون للحد من حوادث الحرائق وحماية المحاصيل الالمزروعة.
كما يجب تعزيز التواصل والتعاون بين الفرق الإطفاء والمزارعين والمجتمع المحلي للتصدي لحرائق المحاصيل بشكل فعال.
ومن الضروري أن تولي الجهات المعنية اهتمامًا كبيرًا لهذه المشكلة، وتقديم الدعم اللازم لفرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري، سواء عبر توفير المعدات والأدوات اللازمة أو تقديم التدريبات والموارد البشرية الإضافية.
ويجب تخصيص ميزانية كافية لتعزيز قدرات الوقاية والاستجابة لحرائق المحاصيل، وذلك للحد من الخسائر الناجمة عنها وللحفاظ على الإنتاج الزراعي ومصدر العيش للمزارعين.
وبالنظر إلى أهمية القضية، ينبغي أيضًا توجيه الدعوة إلى المنظمات الدولية والمؤسسات ذات الصلة لتقديم الدعم والمساعدة في مكافحة حرائق المحاصيل وحماية الإنتاج الزراعي في شمال غربي سوريا.
ويجب أن تعمل هذه الجهات المعنية على تعزيز الوعي العام حول أهمية السلامة في العمليات الزراعية وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية من الحرائق.
تجدر الإشارة إلى أن حرائق المحاصيل الزراعية تشكل تهديدًا خطيرًا للاستقرار الاقتصادي والأمن الغذائي في شمال غربي سوريا ويتعين على الجميع أن يكونوا مسؤولين ويتعاملوا بحذر مع النيران ويتبعوا إرشادات السلامة اللازمة.