شهدت مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن الداخلي وعناصر من وزارة الدفاع من جهة، ومجموعة محسن الهيمد من جهة أخرى، في إطار حملة أمنية واسعة تستهدف مطلوبين بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة.
تصاعد المواجهات وإصابة مدنيين
اندلعت الاشتباكات بعد إصابة أحد عناصر الأمن الداخلي برصاص عناصر المجموعة أثناء تنفيذ عملية أمنية داخل المدينة، مما دفع القوات الأمنية إلى الرد بقوة وفرض طوق أمني مشدد.
ضربات أمنية محكمة تطيح بفلول النظام البائد في عدة محافظات سورية
وأكد نشطاء محليون أن الاشتباكات أدت إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المدنيين، بينهم الطفلة حنين مروان القبلان، وسط حالة من التوتر والخوف بين سكان المدينة. كما فرضت السلطات حظر تجوال منذ منتصف الليل، مع انتشار مكثف لعناصر الأمن في شوارع المدينة وأحيائها الرئيسية.
خلفية الحملة الأمنية والمجموعة المستهدفة
تأتي هذه الحملة الأمنية بعد مقتل ثلاثة شبان، هم:
أسامة محمد العتمة
نور الجمعة
علي العماد
بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين، بينهم طفل، جراء اشتباك مسلح مع مجهولين في المدينة، يوم أمس الإثنين.
وأكد نشطاء أن القتلى الثلاثة ينتمون إلى مجموعة محسن الهيمد، وهو قيادي سابق في فرع الأمن العسكري، يُتهم بارتكاب عدة عمليات اغتيال في درعا، وزرع عبوات ناسفة لاستهداف شخصيات أمنية وعسكرية، فضلًا عن المشاركة في اشتباكات متكررة داخل المدينة.
استهداف متكرر لعناصر “الهيمد” وتصاعد التوترات
لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، حيث تعرضت مجموعة الهيمد خلال الأسابيع الماضية لهجمات متكررة، كان آخرها في 29 يناير 2025، عندما أصيب أحد عناصر المجموعة في هجوم مسلح.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وفي تطور مرتبط بالأحداث، خرجت مظاهرة مساء أمس في الحي الغربي للصنمين من قبل مؤيدين لمحسن الهيمد، حيث رفع المتظاهرون شعارات تدافع عنه وتندد بالحملة الأمنية، في إشارة إلى أنه يحظى بدعم شعبي من أقاربه وأفراد عشيرته.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد جديد في المدينة، خاصة في ظل حالة الاستقطاب العشائري والانقسامات الحادة بين مؤيدي الهيمد ومعارضيه.
الحملة الأمنية.. فرض استقرار أم تصعيد إضافي؟
تسعى الأجهزة الأمنية من خلال هذه الحملة إلى فرض الاستقرار في درعا، بعد تصاعد حوادث الاغتيالات والاشتباكات المسلحة التي تورطت فيها مجموعات كانت تابعة لأجهزة أمنية سابقة مرتبطة بالنظام السوري.
ومع استمرار الاشتباكات وفرض الطوق الأمني، تبقى الأوضاع في الصنمين قابلة للانفجار في أي لحظة، وسط مخاوف من تصاعد العنف أو تنفيذ عمليات انتقامية جديدة خلال الأيام القادمة.