أميمة محمد
عملت شركة (اليمامة) الرائدة في مجال صناعة الدواجن في الشمال السوري على افتتاح أو مخبر للتشخيص المخبري الذي يساهم في صناعة الدجاج، وذلك بالقرب من مدينة سرمدا شمال إدلب.
وتهدف الشركة إلى جعل العمل الحقلي في صناعة الدجاج اللاحم في مناطق شمال غرب سورية أكثر تنظيما وأقل تكلفة على المربي العامل في المصلحة، بعد أن بقي العمل لفترة طويلة يعتمد على العشوائية في علاج الطيور دون دراسة مخبرية للحالات المرضية، الأمر الذي أدي إلى تدهور القطاع، وما لحقه من خسارات هائلة أضرت العاملين فيه.
ميزات المخبر وفائدته في صناعة الدجاج
أقامت الشركة ندوة قبل أيام في مدينة إدلب، تم من خلالها دعوة عدد من الأطباء البيطريين المشرفين على قطاع الدواجن وأعضاء من الشركات المحلية المختصة في المجال نفسه، وذلك للتعريف بأهمية مخبر التشخيص وفائدته في توفير التكلفة المادية على المربي وضمان عدم النفوق العشوائي للدجاج دون تشخيص ودراسة الحالة المرضية التي مر بها.
وللحديث أكثر عن آلية عمل المخبر التقينا الدكتور (بلال أبو عرب) الذي أخبرنا بأن “التشخيص للأمراض عند القطعان يتم من خلال طريقتين: الأولى هي التشخيص الحقلي الذي يعتمد على دراسة تاريخ الحالة المرضية، والأحرى تعتمد على أسئلة المربي وقراءة بيانات المزرعة، ومشاهدة الأعراض الظاهرة على الطيور والتغييرات المرضية ودراسة الصفة التشريحية.”
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
ويضيف (أبو عرب) بأن “التشخيص الحقلي مفيد في دعم التشخيص المخبري الذي يعدُّ المرحلة النهائية والمهمة في التشخيص للمرض، وهو من أدق المراحل، حيث يعطي القرار النهائي، ويتم ذلك بعد إرسال عينات إلى المعمل ليتم دراسة الاختبارات عليها، ومن أهمها الاختبارات المصلية (الألايزا) واختبار الزرع الجرثومي.”
ويكمل الطبيب بقوله: “بالنسبة إلى مختبر الدواجن في الشركة قمنا بتدعيم وتجهيز المخبر بالعديد من الأجهزة والأدوات المتطورة التي تفيد في تشخيص اختبارات عديدة في الدواجن.
كما وتم الاتصال عبر الإنترنت خلال الندور مع المختص والخبير الاستشاري في أمراض الدواجن في الشرق الأوسط (تركي سراقبي)، وذلك لمناقشة بعض الحالات المرضية المركبة في دجاج اللحم والعثرات التي يمر بها مربو الدجاج في الشمال السوري، التي هي سبب المشاكل الحالية لتي يعاني منها القطاع، وتم طرح بعض الأسئلة من قبل الحضور على الخبير ومناقشتها والتعقيب عليها والتي تضمنت الأمراض الحقلية بين قطعان الدجاج.
وقال الطبيب (محمد الأسعد): “إن الفائدة من المخبر تكمن بأن العمل في صناعة الدجاج لم يبق عشوائيًا، حيث أصبح يعتمد على دراسات حديثة كما في بقية الدول المتطورة، لأن العشوائية وعدم دراسة حالة الطيور كانت من أهم الأسباب التي أدت لانتشار الأمراض والخسارة.”
اقرأ أيضاً: قسم التاريخ بجامعة حلب الحرة يكرم الفائزين بمسابقة للسيرة النبوية
مضيفًا: “سابقًا كان المربي والطبيب يعملان عند إعطاء اللقاح بحالة ظهور المرض على مبدأ (بتصيب أو بتخيب)، وكنا نقوم بتلقيح العنبر بشكل عشوائي دون الرجوع إلى مخبر يقيس الحالة المناعية، فأحيانًا ننجح في ذلك ويتعالج الطير، وفي كثير من الأحيان يكون تأثير اللقاح سلبي والخسارة تكون كبيرة.
أما الآن أصبح من الممكن معرفة الصادّ الحيوي الذي يجب استخدامه بعد فحص العينات لمعرفة الصاد الحيوي المناسب، ويتم التصرف على أساس ذلك بشكل مضمون تمامًا.”
الجدير ذكره أن صناع الدجاج عانوا في السنوات الماضية من أمراض كثيرة ومتنوعة ضربت قطعان الدجاج لديهم، استزفت جيوبهم وكبدتهم خسائر كبيرة، ما دفعهم للمناشدة لإدخال تقنيات حديثة ومطورة للعمل بشكل منظم أكثر من السابق.