أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره السوري أسعد الشيباني، اليوم، مباحثات موسعة في العاصمة الأردنية عمان. جاءت هذه المباحثات في ظل التحولات السياسية والإدارية الجديدة في سوريا، وتهدف إلى تمهيد الطريق لتعزيز التعاون الثنائي على مختلف المستويات.
وصل الوفد السوري إلى عمان بقيادة وزير الخارجية أسعد الشيباني، وبرفقته وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب. وجاءت الزيارة بعد سلسلة جولات عربية شملت السعودية وقطر والإمارات.
اتفاق على تشكيل لجان مشتركة
خلال مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أعلن الصفدي أن المباحثات أسفرت عن اتفاق على تشكيل لجان أمنية واقتصادية مشتركة لتنسيق الجهود في مختلف المجالات، بما فيها ملف اللاجئين والطاقة. وأكد الصفدي: “هذه المباحثات تعكس حرصًا مشتركًا على بناء شراكات تعود بالنفع على البلدين وشعبيهما”.
اقرأ أيضاً: زيارة رسمية إلى الدوحة.. خطوات جديدة لتعزيز العلاقات بين…
كما أوضح أن الأردن مستعد لتزويد سوريا بالكهرباء في أقرب وقت، مشددًا على أهمية التعاون لمواجهة التحديات المشتركة.
ملف اللاجئين والمخدرات
فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين في الأردن، أشار الصفدي إلى الجهود الكبيرة التي بذلها الأردن لتأمين حياة كريمة للنازحين، مؤكدًا أهمية التعاون مع الإدارة السورية الجديدة لإيجاد حلول مستدامة.
وحول التحديات الأمنية، تطرق الصفدي إلى قضية تهريب المخدرات عبر الحدود، مشيرًا إلى أن الإدارة السورية الحالية لا تتحمل مسؤولية ما حدث في الماضي، وأن هناك استعدادًا للعمل المشترك لضمان الأمن والاستقرار.
التحديات والعقوبات
من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التزام إدارته بتحقيق سيادة الشعب السوري واستقرار المنطقة. كما أشار إلى قرار الخزانة الأمريكية بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، معتبرًا ذلك “خطوة أولى” نحو التعافي الاقتصادي.
وأوضح الشيباني أن العقوبات ما زالت تعيق الشراكات الاقتصادية، ودعا إلى رفعها بالكامل لتحقيق مصالح الشعب السوري.
رسائل إيجابية للجوار العربي
في ختام زيارته، شدد الشيباني على رغبة سوريا في تعزيز علاقاتها مع الدول العربية، مشيرًا إلى أن بلاده تسعى إلى محو التركة السلبية لنظام الأسد السابق. وأكد أن سوريا ترحب بالمواطنين الأردنيين كضيوف وسياح في بلدهم الثاني.
كما أعلن عن تشكيل لجنة تحضيرية موسعة للحوار الوطني في سوريا، تهدف إلى تمثيل كافة أطياف الشعب السوري وتحقيق تطلعاته نحو مستقبل أفضل.
وتأتي زيارة الوفد السوري إلى الأردن كجزء من جولة عربية شملت السعودية وقطر والإمارات، في إطار مساعي الإدارة السورية الجديدة لإعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون مع الدول العربية.