في تمام الساعة 16:44 أقلعت الطائرة Airbus A320-212 والتي تحمل الأسد ومستشاريه ورئيس الاستخبارات السورية حسام لوقا ” سراً ” إلى مطار جدة عبر الأراضي الأردنية، في ظل ذهول وحالة استنكار وغضب عربي واسع ولعل وسائل التواصل الاجتماعي كانت خير دليل على استطلاع وصول الأسد.
لم يصبنا الذهول فنحن نعلم بذلك من قبل أن يحصل الحدث التي تدعي بعض الدول العربية أنه مجرد حدث رمزي لخروج سوريا من عزلتها الدولية أما المقصود فهو خروج الأسد من عزلته الدولية فهو أصبح بابلو اسكوبار وإمبراطور المخدرات والكبتاغون على مستوى العالم وكان من المفروض ان يقدم هديته للسعودية قبل ساعات من وصوله إلا وهي ضبط شحنة مخدرات 35 كغ )في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة)
فهو لا يستطيع الذهاب من دون مخدراته، حتى وان عرضت عليه السعودية ضعف المبلغ السابق من أجل إيقاف صناعة المخدرات مع تخفيض لسقف المطالب السعودية في الحد الأدنى (لا تستهدفونا بمخدراتكم)
إلا أن هذا الأمر لا يعني بشار الأسد ولا يكترث له فهو تاجر مخدرات بامتياز ويسعى إلى السيطرة على الأسواق العالمية وسلاسل توزيع المخدرات .
أحمد أبو الغيظ أمين الجامعة العربية رحب ببشار الأسد وقال أنه انتصر على المعارضة ولا أعلم من يستقي أبو الغيظ معلوماته أم انه وقع في جملة المقداد ” عودة الحبيب لحبيبته ” . ولا نعلم ماذا ستكشف لنا الأيام ولماذا يصر أبو الغيظ على الترحيب والعمل مع بشار الأسد وكلي ثقة أن القضية ليست لعودة سوريا إلى الحضن العربي ولكن الأمر أبعد من ذلك بكثير .
الحل السحري ومصباح المارد السعودي لمكافحة المخدرات ….
تنوي السعودية تشكيل لجنة مختصة من جيران الجمهورية العربية السورية وهي لجنة امنية عسكرية هدفها اغلاق المعابر وبؤر وممرات تهريب المخدرات حيث تتكون اللجنة من العراق ولبنان والأردن باستثناء الجمهورية التركية . فتخيل يا رعاك الله أن رأس وإمبراطور المخدرات يجلس الآن في جدة والمملكة العربية السعودية تنوي مكافحة المخدرات فهل قطع ذيل الافعى يعني أننا انتهينا من شرها ولدغاتها السامة .
ثم تأتي المملكة العربية السعودية وتقول نضع خارطة طريق لاستقرار سوريا وعودة اللاجئين والبدء بإعادة الاعمار ولم تسأل نفسها مع بعض ما يسمى الدول العربية أو الحكومات المارقة كيف سيعود اللاجئين وما هي تلك الألية التي تضمن على الأقل كرامتهم كذلك لا يمكن أن تذهب دماء الآلاف من الأبرياء والمدنيين والحق لا يسقط بالتقادم أيها العرب الأشقاء . وعلى كل حال إن كانت الدول العربية قد تناست فالشعب السوري لم يسنى ولن ينسى وكذلك يتسأل الشعب السوري النازح واللاجئ في المهجر والخيام ما الذي فعلناه للدول العربية حتى يتم مكافأتنا بهذه الطريقة ؟
لا جواب على ذلك سوى أننا طلبنا الحرية وقد لا يعلم معنى تلك الكلمة من كان عبداً أو عاش العبودية وبالعودة إلى الحل السحري السعودي، وخصوصاً أنها تراقب اجتماعات عمان ( بين أمريكا ووفد نظام الأسد ) حيث يطلب نظام الأسد من أمريكا الخروج من سوريا مقابل اعطاء بعض الرهائن والتخلي عن مشروع دعم مليشيات قسد وتسليم قيادتها للأسد، ولعل أمريكا تفكر بذلك فالرئيس بايدن يحتاج إلى نصر حتى وإن كان نصراً وهمياً لإشباع الغرور والمكانة .
ولي العهد محمد بن سلمان يبحث حول تمكين رؤيته 2023 و التي تعني سياسة صفر مشاكل عبر إرساء الاستقرار في اليمن و العراق و سوريا ولبنان و على الهامش ( كان حديث المقداد مع وزير الخارجية السعودية حول لبنان حيث تعتبر السعودية أن لبنان مازلت تخضع لسلطة دمشق ) و كي تبرز المملكة أنها قامت بعمل جبار بعد ١٢ سنة فسيتم تسليمها قوائم تحتوي على صغار الكسبة من تجار المخدرات في سوريا ” يمكن الاستغناء عنهم ” فلطالما تخلص الأسد من كبار الضباط اثناء الثورة و التضحية بالجميع في مزرعة الأسد واجبة و على فكرة حتى و أن لم تكن مؤيد له و لكنك تعيش في تلك المزرعة فالتضحية بك أمر وارد في كل دقيقة لأنه لا معنى للإنسانية أو يوجد كرامة للمواطن العربي السوري ,,,, أسف المواطن السوري فلعل العروبة باتت اليوم تقتصر على بشار الأسد فقط أما الشعب السوري فهم أورين و كنعانيين و فينيق .
نعلم جيداً من الذي نقل لولي العهد محمد بن سلمان أن الاستقرار في لبنان والعراق يمر بالدولة السورية وأن الأسد وفرق عمله حتى وإن كانوا في حالة ضعف قادرين على السيطرة على لبنان والتأثير على العراق مستشهداً بزيارة الأسد والملك عبد الله بيروت في تموز (يوليو) 2010 لإبعاد لبنان عن الصراع المحتدم بين سعد الحريري ، المقرب من السعودية ، وحركة حزب الله المدعومة من الحكومة السورية وإيران.
ولكن لكل زمان دولة ورجال ونسأل الله السلامة للدول العربية الشقيقة من خطر مخدرات الأسد على أبنائها وأن يكونوا على دراية كافية بخطواتهم التطبيعية مستقبلاً .