الإغاثة بالبطاقة الذكية.. خطوة استباقية تحسبًا لإغلاق معابر المحرر

حلا إسليم

ما تزال المنظمات الإنسانية تنفذ برامج غذائية تساعد فيها المحتاجون في الشمال السوري المحرر، في محاولة لتخفيف الأعباء المعيشة التي تتعرض لها العائلة يوميًا، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية وقلة فرص العمل.

وبسبب ما لاقتهُ السلال الإغاثية من مساوئ، ونقص في بعض الاحتياجات المنزلية غير الموجودة عادةً في تلك السلال، اتخذت منظمة (ميرسي) طريقةً مختلفة في المساعدات وهي (البطاقة الذكية).

ماهي البطاقة الذكية المستخدَمة؟

وقد عرَّف (مناف الشيخ علي) قائد فريق مدينة إدلب البطاقة الذكية بأنها “نوع من أنواع القابلة للاستبدال لها قيمة معينة، تُنفق في ظروفٍ محددة، وعلى سلعٍ معينة.”

وأضاف أنها “خطوة مُتطورة تُلامس حاجات المستفيدين بشكلٍ فعّال، وغالبًا ما يكون المشروع فيه شيء من المرونة اللوجستية، والمالية أثناء عملية التنفيذ، وأيضًا تعطي للمستفيد حرية أكبر في تحديد الأمن الغذائي.”

اقرأ أيضاً: عَفاف.. مشروع لتزويج الشبان والأرامل في المناطق المحررة

وقد غطت المنظمة في مشروع توزيع الإغاثة بالبطاقة الذكية ٤٧٦٦ عائلة، موزعة على ما يلي: ١٩٩٣ في إدلب، و١١٩٩ في جنديرس، ١٥٧٤ في بلدة معرة مصرين.

وتنوعت الفئة المستهدفة من النازحين، إلى حالات الفقر الشديد، وأبناء المعتقلين، والشهداء وغيرهم.

لماذا اللجوء إلى البطاقة الذكية في توزيع الإغاثة وما قيمتها؟

وقد أوضح (مناف) أن “سبب العمل على هذه الفكرة في هذا الوقت تحديدًا خطوة استباقية بديلة عن السلل الغذائية، خاصة إذا توقفت آلية عمل المعابر في تركيا بقرار أُممي.”

وصرَّح أن قيمة البطاقة ٦٠ دولارًا، يمكن أن يشتري المستفيد منها غالب الاحتياجات التي تدعم أمنه الغذائي من أرز، وزيت، ولحوم، وخضار وفواكه وأجبان، وألبان.

فهي تحوي على قوائم فيها أكثر من ٢٠٠ صنف، كما أكد أن الأسعار موازية للسوق بشكلٍ عام.

أما عن مستقبل البطاقة فقد يعتمد على نجاح المشروع من تلبية حاجات المستفيدين،

وهذه التجربة هي الأولى لمنظمة ميرسي، وهي خطوة مهمة، بينما تم تجريبها مسبقًا في منظمة (غول).

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

وفي لقاء مع أحد البائعين أحمد الأحمد (اسم مستعار)، أوضح لنا آلية العمل بين شركة (آيديا) للدفع الإلكتروني ومركز البيع بقوله: “تعاقدت مع شركة آيديا للدفع الإلكتروني عن طريق عقد، الفكرة بشكل عام جيدة، لكن هناك تقييد لأصحاب المحلات بالكم ونوعية البضائع، وفي حال حدوث أي خطأ بسبب قيمة البطاقة نقوم بالتواصل مع أحد أعضاء الشركة ونحله.”

رأي المستفيدين من المشروع

من ذلك المشروع قال أبو محمد (مهجر من مدينة معرة النعمان) مبينًا رأيهُ: “أنا مع تعميم هذه الفكرة على جميع المنظمات منعنًا للاستغلال من بعض فئات الشعب، وأكثر فائدة للفئة المستهدفة، وبالطبع المواد المقترحة أفضل، لكنها لم ترتقِ لدرجة الجيد، هي في مرحلة المقبول، بالنسبة إلى المواد الإضافية الأفضل اعتماد بعض المحلات بجميع موادها الموجودة ضمن المحل، ورفع القيود عن المستفيد من حيث تقييد بعض المواد

إما بالإلزام أو المنع، وأتمنَّى إضافة بعض المحلات مع محلات المواد الغذائية

مثل الألبسة، والأدوات المنزلية، والمحروقات، والطاقة البديلة.”

والبعض الآخر فضَّل إعطاء مبلغ البطاقة بشكل نقدي منعًا لهدر وقتهِ في عملية الشراء، وتجنبًا لخسارة أي جزء من المبلغ.

من هي شركة (آيديا) للدفع الإلكتروني؟

الأستاذ (فراس نسيب) المسؤول عن المكتب التقني الفني اللوجستي في الشركة، أوضح لنا آلية العمل بالبطاقة حيث قال: “الأعمال التي تقوم بها الشركة عبارة عن تنسيق ما بين الوكيل الموجود بالمنطقة الذي يتم عنده الصرف والمستفيد، وتأخذ عليها عمولة بقيمة 5%. ”

وعن البرنامج المتَّبع للبيع والشراء مع الزبون قال: “هناك طابعة موجودة عند كل وكيل، بمجرد إدخال المواد مع أسعارها تعطي قائمة بالمبلغ ككل، وعلى أساسهُ يتم حذف القيمة من البطاقة الموجودة مع المشترك”٠

أخيرًا قد تختلف المساعدة الإنسانية تبعًا لنوعها، وطريقة تلقي المعونة، لكن لا شك أنها تسد ولو جزءًا بسيطًا من أبواب احتياجات العائلة، فالمهم هو أن تبقى هذه المساعدات قائمة بأي شكل كان، ولا يوجد فيها تلف كما كان يحدث بالسلل التي كانت تأتي معبَّأة وجاهزة.

والتجربة ناجحة إلى حدٍّ ما، لكن يجب الأخذ بعين الحسبان العديد من المساوئ التي طالب الأهالي بتلافيها في التوزيعات اللاحقة مثل: معالجة البطء الشديد في تسليم المواد، فكل مستفيد يستغرق ما يقارب نصف الساعة، وتأمين الطابعة التي ذكرها مسؤول (آيديا) للمراكز بدلاً من استخدامهم لأجهزة الجوال الشخصية في الادخالات والبيع، وهو أحد مسببات التأخير في البيع، فضلًا عن إعادة دراسة أسعار المواد بشكل جيد؛ لأن العديد منها مرتفع عن السوق، بحسب الأهالي.

 

إدلبالإغاثة في سورياالبطاقة الذكيةسوريامشروع إغاثيمنظمة ميرسي