أفرجت السلطات التركية عن الإعلامي السوري كرم كلية، بعد نحو ثلاثة أشهر من اعتقاله. وأعلنت “شبكة الإعلاميين السوريين” عن هذا الخبر يوم الثلاثاء، 24 أيلول، مشيرة إلى أن اعتقال كرم جاء نتيجة “تقرير كيدي قديم” لم تُحدد مصدره، وظل محتجزًا في سجن حوار كلس خلال فترة التحقيق.
تم اعتقال كرم في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي بتاريخ 26 حزيران الماضي، حيث قامت “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” باعتقاله وسلمته لاحقًا للاستخبارات التركية، دون توضيح أسباب اعتقاله أو حالته الصحية.
اقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية تنفي خطط إنشاء بنك مركزي
شيماء حاج بكري، زوجة كرم، أكدت في حديث سابق مع “عنب بلدي” أن المعلومات التي حصلت عليها منذ لحظة اعتقال زوجها كانت مقلقة، حيث تعرض للضرب والإهانة من قبل عناصر “الشرطة العسكرية”. وبعد 24 ساعة من اعتقاله، علمت أنه محتجز في “حوار كلس”، وهي غرفة عمليات عسكرية تديرها تركيا.
الاعتقال تم دون إخطار مسبق من السلطات المحلية، ودون وجود مذكرة قضائية، حيث تمت مصادرة معداته وسيارته الشخصية في وقت الاعتقال، رغم أن “الشرطة العسكرية” لم تقم بتفتيشها. يُعتبر كرم كلية ثالث إعلامي يُعتقل من قبل السلطات التركية بناءً على ما يُعرف بـ “تقارير كيدية”.
الإعلامي ياسين أبو رائد، الذي أُفرج عنه في 4 أيلول، أشار إلى أنه لا يزال غير مدرك لتبعات اعتقاله، معتبرًا أن هناك “أقلام سوء” تسببت له ولعائلته بأذى كبير. أما بكر القاسم، الذي أُفرج عنه في 2 أيلول، فقد ذكر في تسجيل مصور أنه وُجهت إليه اتهامات بناءً على تقارير “كيدية” من جهات مجهولة، دون أن تُثبت صحة تلك الاتهامات.
محاولات البحث عن كرم كلية كانت غير مثمرة، حيث لم تتمكن أسرته أو المعنيون من الحصول على معلومات دقيقة حول وضعه. كما اعتُقل صالح كلية، شقيق كرم، أثناء محاولته الاستفسار عن مصيره، لكنه أُفرج عنه لاحقًا.
وفي سياق متصل، رد رئيس “الحكومة المؤقتة” عبد الرحمن مصطفى على استفسارات بشأن اعتقال الإعلاميين، معبرًا عن عدم اعتقاده أن الاحتجاز مرتبط بعملهم الصحفي، مؤكدًا أنه سيتم معالجة أي قضايا تتعلق بحرية الصحافة.
وشهدت المنطقة تحركات محلية، حيث أصدرت مؤسسات إعلامية بيانات تطالب بالإفراج الفوري عن الصحفيين المعتقلين، كما نظم إعلاميون وقفات احتجاجية احتجاجًا على الاعتقالات. وقد دعت منظمات دولية مثل “مراسلون بلا حدود” و”لجنة حماية الصحفيين” إلى الإفراج عن كرم كلية وبكر القاسم.