أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اليوم السبت، التزامه الكامل بمطالب الشعب السوري وتطلعاته، مؤكداً أن هذه المطالب تشكل بوصلة عمله منذ نشأته. وشدد الائتلاف في بيان أصدره اليوم على أن علاقاته مع الدول الشقيقة والصديقة مبنية على الاحترام الكامل والمتبادل لحقوق الشعب السوري وتطلعاته وحريته في اتخاذ قراره المستقل وفق مصالحه الوطنية.
يأتي هذا البيان بعد يوم من إغلاق مكاتب الائتلاف والحكومة السورية المؤقتة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، كرد فعل على موقف المعارضة الخجول من مسار تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري.
وأوضح الائتلاف أنه من حق الدول بناء سياساتها بما يحافظ على مصالحها وأمنها الوطني، مؤكداً حرصه على تعزيز العلاقات معها بما يخدم المصالح الوطنية المشتركة ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري. كما دعا الائتلاف إلى الابتعاد عن صناعة الأعداء والتركيز على بناء صداقات لتعزيز الثورة وعدم شق صفوفها.
وطالب الائتلاف الوطني السوري “الشعب السوري الحر” بالتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الإشاعات والأخبار المزيفة التي يسعى نظام الأسد لنشرها لتفريق أبناء الشعب الواحد. وأشار إلى أن النظام يحاول جعل السوريين أعداء لبعضهم البعض، وإضعاف علاقاتهم مع أي دولة شقيقة أو صديقة، بهدف إشغالهم عن نضالهم الأساسي ضده كونه العائق أمام تحقيق تطلعاتهم نحو العدالة والحرية والديمقراطية.
وأكد الائتلاف على “ضمان حق المواطنين بالتظاهر والاعتصام السلميين وحرية التعبير”، مشيراً إلى أن “التحديات والصعوبات التي تمر بها الثورة السورية تزيدها صلابة وإصراراً على أحقية مطالبها”. وشدد على أن المسببات الجذرية التي دفعت الشعب السوري للثورة على النظام ما زالت قائمة إلى يومنا هذا، بل ازدادت عمقاً وتنوعاً وانتشاراً.
وجدد الائتلاف تأكيده على أن “جوهر الثورة سوري وجوهر الحل سوري، ولا يمكن تحقيق السلام المستدام من دون تحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومن دون إطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين قسرياً”. وأوضح أن أي حلول لا تستجيب لمظلوميات الشعب السوري وتحقق تطلعاته المشروعة هي حلول مجتزأة لا تملك أدنى حدود متطلبات النجاح، ولا القدرة على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام المستدامين.
وشدد الائتلاف على أن القرار رقم 2254 (2015) هو الحل الوحيد القادر على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين، وتحقيق السلام المستدام.
وكان متظاهرون في مدينة أعزاز قد أغلقوا، يوم أمس الجمعة، مقرّي الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة تعبيراً عن رفضهم لمواقف المعارضة الخجولة حيال مسار التطبيع التركي مع النظام السوري. وطالبوا بتشكيل جسم سياسي جديد يمثل تطلعات الشعب السوري المتمثلة بإسقاط النظام وتحقيق الحرية والعدالة للسوريين وفق قرارات الأمم المتحدة. كما أعلن منظمو اعتصام الكرامة المستمر منذ 11 يوماً في مدينتي أعزاز وعفرين، شمالي محافظة حلب، في بيان لهم أمس الجمعة، سحب الشرعية من الحكومة المؤقتة والائتلاف.