الباب عطشى.. حملة للمطالبة بتوفير المياه لأكثر من 300 ألف نسمة

عبد الملك قرة محمد

 

دفعت ندرة المياه وصعوبة تحصيلها في مدينة الباب شرق حلب ناشطين إلى إطلاق حملة (الباب عطشى)؛ للفت انتباه المنظمات إلى حاجة المدينة المكتظة بالسكان لمياه الشرب.

وشارك في الحملة الإلكترونية عدد من الصفحات والمواقع، إذ تقول صفحة (مدينة الباب): إن الاحتياجات اليومية للمدينة بـ 10 آلاف متر مكعب، يمكن تأمينها بحال أعاد النظام ضخ المياه من محطة (عين البيضا) قرب قرية (كويرس) الخاضعة له.

 

وقال الأستاذ (أسامة النعوس): “إن أهالي المدينة يشربون مياه الآبار التي تكون غالبًا غير صالحة للشرب، مما يسبب أمراضًا كثيرة وخاصةً للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.”

وأضاف أن المجلس المحلي قام سابقًا بمشروع بناء خزانين للمياه داخل المدينة، يتم تعبئتهم بالمياه عن طريق الصهاريج وبيعها للصهاريج داخل المدينة بأسعار أقل من القطاع الخاص.

لكن للأسف لم يتحسن وضع المياه، بل ازداد سوءًا بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية، مما أدى إلى جفاف الكثير من الآبار وارتفاع ثمن المياه بسبب زيادة التكلفة في النقل، حيث تضطر الصهاريج إلى الذهاب عشرات الكيلو مترات للحصول على المياه.

كما قامت جمعية (الإحسان) بمشروع لجر المياه من آبار البلدية الموجودة في سوسيان إلى خزان المياه الذي يغذي مدينة الباب.

وهذا المشروع كان مصيره الفشل المحتم لعدة أسباب، أبرزها عدم إمكانية تلبية حاجة المدينة من المياه إذا توفرت بأقصى كمية ممكنة؛ لأن مدينة الباب ليست قرية صغيرة، حيث إنه يبلغ تعداد سكانها أكثر من ٣٠٠ ألف نسمة ومدينة بهذا الحجم لا يمكن أن تؤمن لها المياه إلا من مصدر دائم وهو نهر الفرات.

اقرأ أيضاً: مناشدة لإنقاذ 12 ألف معلم سوري من خطر الفصل في تركيا

وبحسب (النعوس) فإنه “خلال هذه الفترة تم عقد الكثير من اللقاءات مع الوالي التركي (شانون الأسمر) وعرض واقع المدينة عليه والحاجة الماسة للمياه، وأنها مشكلة كبيرة، لكن كان أحد ردوده أن مدينة أعزاز تعتمد على مياه الآبار منذ سنوات، والوضع مقبول، ولم يعطِ أي أهمية لأكثر من ٣٠٠ ألف نسمة يقطنون المدينة.

وكذلك فإن المجلس المحلي كان يوافقه تمامًا في مواقفه، حيث أكد أن مشروع منظمة إحسان سيحل مشكلة المياه، كأنه يعيش منفصلاً عن الواقع!”

بدوره يقول الناشط المدني (معتز ناصر) في حديث لصحيفة حبر: “أطلقنا حملة (الباب عطشى) منذ عشرة أشهر، لتسليط الضوء على واقع مدينة الباب.

وقد بدأت الحملة عن طريق صفحة مدينة الباب، وعملنا عدة أنشطة، وأجرينا اجتماعًا شمل فعاليات المدينة في صالة المدينة، ثم أصدرنا بيانًا بخصوص الموضوع.

في تلك الفترة تواصلنا مع نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مارك كاتس وأجرينا معه لقاء عبر مواقع التواصل.

المسؤول الأممي (كاتس) رد لنا حينها بأن النظام السوري، قال: إن المنطقة تحت الاحتلال التركي، وتركيا هي المسؤولة عن موضوع للمياه، والنظام لا دخل له.” هكذا كان رده حرفيًا بحسب السيد معتز.

 

وعن موقف المجلس المحلي قال الناشط معتز ناصر: “في الوقت ذاته كان المجلس المحلي يعمل على مشروع الإحسان بخصوص المياه، لكن المشروع تكلفته عالية، وليس بذي جدوى، حيث لا يختلف عن حل الصهاريج الذي يعتمد على الآبار، ولا يمكن أن تتغذى مدينة الباب على الآبار، وعندما عمل المشروع بأقصى طاقته لم يغطي أكثر من ٢٠ بالمئة من الاحتياج وتوقف بعد فترة قصيرة من إطلاقه.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

ولم يكن هناك تعاون من المجالس المحلية ولم يتم يصدروا بيانًا يقولون فيه: إن الباب عطشى ويبينون من خلاله موقفهم، وهو ما أثر حينها على حملة الباب عطشى وأوقفها، لكن ومنذ أسبوع تقريبًا عملنا من جديد على تفعيل الحملة بسبب توقف الآبار في المدينة وريفها.

ويتعمد النظام السوري قطع المياه القادمة من نهر الفرات عبر (عين البيضا) كورقة ضغط على المعارضة السورية، حيث تعتمد مدينة (الباب) على الزراعة في اقتصادها، وهو ما يمنحها تفوقًا وازدهارًا على مناطق النظام.

وتبلغ مساحة مدينة الباب ثلاثين كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عدد سكانها 160 ألف نسمة، وهذا قبل توافد النازحين إلى المدينة من كل أنحاء سورية، حيث تضاعف تعداد المدينة السكاني إلى 300.00.

وشهدت المدينة معارك بين الجيش السوري الحر وقوات النظام وتنظيم الدولة الذي سيطر على المدينة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وقتل برصاص الأمن والشبيحة في المدينة 372 شخصًا.

 

وسيطر الجيش السوري الحر والقوات التركية على مدينة الباب وبلدتيْ بزاعة وقباسين بريف حلب الشرقي، وذلك بعد معارك استمرت أسابيع مع تنظيم الدولة ضمن عملية درع الفرات.

 

الباب عطشىحلبحملة الباب عطشىسورياعبد الملك قرة محمدمدينة البابمدينة حلب