نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدأت في إعداد خطط لانسحاب محتمل من سوريا، وذلك تحسبًا لصدور قرار رسمي من الإدارة الأميركية. وأوضح مسؤول رفيع في البنتاغون أن قائد القيادة الوسطى الأميركية لعب دورًا محوريًا في دفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) للتوصل إلى اتفاق مع حكومة دمشق، في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد العسكري والسياسي في المنطقة.
اتفاق دمشق – قسد يخفف الضغط التركي
توقعت مصادر دبلوماسية أن يسهم الاتفاق بين الإدارة السورية المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية في تقليل الضغوط العسكرية التركية على المناطق التي تسيطر عليها قسد، إذ تعتبرها أنقرة تهديدًا لأمنها القومي. ومع ذلك، حذر مسؤول في البنتاغون من أن قسد قد لا تتمكن من الاحتفاظ بمناطق سيطرتها إذا واجهت ضغوطًا مزدوجة من تركيا ومن الحكومة السورية.
واشنطن تراقب وتدعم الانتقال السياسي
وكانت إن بي سي نيوز قد ذكرت في وقت سابق أن الإدارة الأميركية تدرس سحب جميع قواتها من سوريا، في ظل تزايد الاهتمام السياسي بإنهاء الوجود العسكري هناك. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومستشاريه الأمنيين أعربوا عن اهتمامهم بإنهاء المهمة العسكرية في سوريا، وهو ما دفع البنتاغون إلى إعداد خطط انسحاب تدريجي.
تفاصيل الاتفاق بين دمشق وقسد
بحسب رويترز، لعبت الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في توقيع اتفاق بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في 10 مارس 2025. وينص الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة السورية، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وتتضمن بنود الاتفاق:
تمثيل جميع المواطنين في العملية السياسية دون تمييز ديني أو عرقي.
إدماج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما يشمل المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
ضمان حقوق الأكراد كمكون أصيل من المجتمع السوري، مع الاعتراف باللغة الكردية كلغة ثانية رسمية.
وقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي السورية كخطوة أولى نحو تحقيق الاستقرار.
إعادة توزيع عائدات الموارد الطبيعية لتشمل كافة المناطق، بما يضمن التنمية المتوازنة.
دور أميركي في المفاوضات وقلق من التصعيد
وفقًا لمصادر مطلعة، أشرفت واشنطن على المحادثات بين دمشق وقسد، حيث سافر قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على متن طائرة عسكرية أميركية إلى دمشق لتوقيع الاتفاق. ونقلت رويترز عن مصادر أميركية أن مسؤولين في وزارة الدفاع والقيادة الوسطى حضروا الاجتماعات التي جرت في قاعدة ضمير الجوية قرب دمشق.
اقرأ أيضاً: سوريا وفرنسا.. لقاء موسع لبحث دعم القطاع الطبي المتهالك
في هذا السياق، أشارت واشنطن بوست إلى أن المخابرات الأميركية بدأت في تبادل المعلومات الأمنية مع الحكومة السورية المؤقتة، بهدف تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والتصدي لأي تهديدات محتملة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
التحركات التركية والتحديات القادمة
رغم هذه التطورات، لا تزال تركيا تراقب الوضع بحذر، حيث هددت بشن عملية عسكرية في شمال سوريا إذا فشل الاتفاق. في المقابل، يحاول المكون العربي داخل قسد الضغط لضمان تسوية عادلة في أي ترتيبات مستقبلية، لا سيما فيما يتعلق بإعادة توطين النازحين وضمان الأمن والاستقرار.