تلجأ النساء في الشمال السوري ، للبحث عن فرص عمل جديدة مع ازياد نسبة البطالة وقلة الأجور، حيث وجدن في التسويق الإلكتروني فرصة عملٍ ملائمة لهن تغنيهن عن الأعمال الشاقة وتحقق لهن مردوداً مادياً يساعدهن في حياتهن المعيشية والاقتصادية .
وأثبتت العديد من ربات المنزل والسيدات كفائتهن في استغلال ثورة “وسائل التواصل الاجتماعي ” التي أتاحت لهن ممارسة الأعمال الحرة وتبادل المعلومات من خلال التسويق والبيع عن طريق الانترنت داخل منازلهن وبأسعار منافسة .
التسويق من خلال صفحات الفيس بوك ومجموعات التواصل في Whatsapp
أم معاذ مُدرّسة لغة إنكليزية سابقاً أجبرها النزوح على ترك وظيفتها بعد انتقالها لمدينة إدلب توضح أن سبب عملها في التسويق الإلكتروني :”لمساعدة زوجي في تأمين دخل مادي نأمن به حياة كريمة لأطفالنا ولدي وقت فراغ ” أما عن المرابح الشهرية التي تجنيها من بيع وتجارة الألبسة فهي تختلف من شهر لأخر وبحسب المواسم والتي تتراوح بين 300_700ل.ت وقد تصل إلى 1000 ل.ت شهرياً في الأعياد .
مباحثات أمريكية (مصرية، سعودية، تركية) بخصوص سورية
أم محمد والدة لأربعة أطفال وهي نازحة من مدينة حلب وتقطن في مخيم السلامة شمالي حلب تعمل منذ عام في بيع الملابس وأدوات التجميل للسيدات من خلال الانترنت تعرض بضاعتها على صفحتها في فيس بوك
تقول السيدة الثلاثينية لصحيفة حبر أنها اختارت هذه المهنة لأنها مريحة وتوفر دخل شهري لابأس به يغنيها عن العمل بمجال أخر ، وبدأت عملها منذ ثلاثة أشهر وترى في عملها تسلية لها أيضاً
وتضيف مؤكدة أنها قد تعاني بعض الأحيان من صعوبة إقناع العميل في المنتج لأنه ليس موجود على أرض الواقع وهذا يتطلب جهد وذكاء وأسلوب لكسب ثقة الزبائن .
التسويق الإلكتروني مفيد للبائع والمشتري
وتروي حسناء محمد تجربتها في بيع المنتجات الطبيعية والمكملات الغذائية لصالح إحدى الشركات الطبية التي أجرت لهن تدريبات قبل انضمامهن للعمل هي وصديقاتها للتعريف بالمنتجات وكيفية التسويق وبيعها
“كل منتج أقوم ببيعه له عدد من النقاط فأحصل على نسبة معينة ” وتترواح النسبة بين 6% إلى 9% من سعر المنتج قد تصل إلى 20 دولار شهرياً أو أكثر حسب مهارتها في البيع وعلاقاتها ودون تحملها النفقات المترتبة على أصحاب المحلات من إيجارات باهظة ومايرافقها من ضرائب .
وعن كيفيه الحصول على هذه المنتجات تقول حسناء بأنها تجلبها عن طريق الشحن من تركيا وتقوم بعرضها على مجموعة خاصة بها على الوتس آب أو عرضها على الزبائن في بيتها إذ أن جميع زبائنها من السيدات.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هناِ
وترى “نورا قاسم” إحدى سكان مخيم شمارين شمال حلب ، أن توفر البضائع وعرضها على مواقع التواصل الاجتماعي سهل على السيدات الكثير من الجهد والوقت فأصبح بإمكانهن التسوق دون أي عناء وتصل القطعة لهن وبسعر منافس لأسعار السوق يتناسب مع أوضاعهن المعيشية .
الظروف الاقتصادية تدفع الفتيات للعمل إلكترونياً
يلقي الأستاذ خالد التركاوي ، باحث اقتصادي في مركز جسور للدراسات ، الضوء على أهمية التسويق الإلكتروني ويقول : إن أدوات الشخص وموارده هي البنية الرئيسية للبحث عن العمل ، وفي الشمال السوري يتوفر الانترنت بشكل مقبول مايسهل الوصول للزبائن والقدرة على الوسول للموردين إضافة إلى اللغة هذه المقومات جعلت الشباب ينطلقون للتسويق الإلكتروني وحفزت الفتيات بشكل أكبر للعمل داخل منازلهن وبرأسمال قليل.
وبسؤاله عن إمكانية الاستغناء عن الوظيفة لصالح الأعمال الحرة أجاب التركاوي: العمل في التسويق الإلكتروني ضمن قطاع الأعمال الحرة وهو غير ثابت ولايعوض عن الوظيفة والراتب الثابت إلا إذا اتجه للعمل المؤسساتي أكثر بإقامة مشاريع صغيرة للتسويق تشرف عليها محموعة من السيدات وهو مشروع غير مكلف مادياً ولكنه احترافي أكثر حين يتبعن دورات في التسويق الالكتروني والحصول على عروض من الشركات والموردين بشكل مباشر مما يخفف من نسبة البطالة نوعاً ما ، ويؤمن دخل مادي جيد في الشمال السوري وأن مبلغ 500 أو 1000 ليرة تركية سيكون إضافة جيدة للشخص .
مزايا التسويق الإلكتروني :
ويرى التركاوي أنه من الممكن تحقيق إرادات جيدة تصل لمستوى راتب مقبول شهرياً وخاصة للسيدات لأن العمل خفيف وغير شاق ويتناسب مع ظروفهن كما أن المستهلكين يكونون في الغالب نساء يفضلن الشراء من السيدات دون الرجال .
– وفي الشمال السوري وخلال السنوات الأخيرة، بدأت ظاهرة الأسواق الإلكترونية بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض التطبيقات الرقمية.
وباتت تلك الظاهرة نسقاً اقتصادياً جديداً ساهم في تلبية حاجات المستهلك المحلي بناء على تلك المتغيرات ، واستقطبت تلك الظاهرة العديد من الشباب العاطلين عن العمل الذين وجدوا في تلك الأسواق سبيلاً يعوضهم عن معاناة البحث عن فرص العمل في القطاعين العام والخاص .