قالها ثوار سوريا في الشمال المحرر في تلك البقعة الجغرافية التي تضم ملايين السوريين الأحرار وضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي شرقاً وغرباً #لن نصالح #لا مصالحة مع سفاح الدماء #لن نساوم على دماء شهدائنا …
جاء ذلك بعد تصريح وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو قائلا: “إن علينا أن نصالح المعارضة ونظام الأسد في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم” مما أدى إلى موجة غضب كبيرة من قبل السوريين داخل سوريا وخارجها وأعلنوا جميعاً” أن لا مصالحة مع قاتل الأطفال وسفاح الدماء
وقد عبّروا عن ذلك بمظاهرات ضجت بها شوارعُ ومدن وبلدات المحرر السوري، التي هتفت وصدحت برفض مصالحة النظام السوري المجرم والقتلة الذين يديرون ذلك النظام، حتى لو اضطر الثوار للتخلي عن جميع الحلفاء. في رسالة واضحة ومختصرة لتركيا ولجميع دول العالم.
استنكر الثوار أن يدلي وزير الخارجية التركي بتصريح كهذا، وكتبوا عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي لافتاتهم التي رفعوها في المظاهرات أن هذا التصريح غير مقبول، فالمعركة مع نظام الأسد هي معركة وجود، وليست مشكلة عابرة من الممكن أن يتصالح الثوار مع النظام حولها. واعتبروا هذا التصريح سحق لكل مبادئ الثورة السورية العظيمة وانتهاكاً كبيراً لكرامتهم، وتجاهلا لتضحياتهم التي قدموها خلال السنوات العشر الإحدى عشرة الماضية.
واعتبر البعض أن هذه التصريحات ستهدم كل ما قدمه الضامن التركي من مساعدات للسوريين داخل سوريا وخارجها وستؤدي إلى توتر في العلاقات بين الشعبين الشقيقين داعين للتراجع عن هذه التصريحات بأسرع وقت ممكن، وهذا ما قامت به الخارجية التركية اليوم عبر توضيح نشرته في بيان خاص بها، قالت فيه: أنها ستقف إلى جانب الشعب السوري ومتضامنة معه حتى إيجاد حل يرضي الشعب السوري ويحقق تطلعاته.
وفي سياق متصل وقد أصدر الكثير من قادات الفصائل العسكرية بيانات يستنكرون فيها ذلك التصريح، كما أصدر المجلس الإسلامي السوري في وقت سابق بياناً ذكر فيه أن الدعوة إلى مصالحة الأسد تعتبر مصالحة لأكبر إرهاب في المنطقة مما سيشكل خطرا على السوريين داخلاً وخارجا، وأكد موقفه الثابت الذي بينه على موقعه الرسمي في وثيقة المبادئ الخمس وعلى رأسها إسقاط نظام الأسد. كما أكدّ على أحقية الشارع السوري الثوري ومؤسساته المدنية والعسكرية رفض هذا التوجه.
لا شك أن هذا التصريح ساهم في إعادة روح الثورة ومطالبها إلى قلوب الناس وإلى الشارع المحرر وأعادت إحيائها من جديد، ثورة عز وكرامة ثورة مبادئ وحرية لن تتوقف. مهما بذلت من التضحيات الكبيرة. وأن الثورة لن تنسى مليون شهيد وآلاف المعتقلين ولن تتخلى عن تضحياتهم، ولن يقبل الثوار المساومة عليها.