أكدت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” أن القرى القريبة من خطوط التماس تتعرض بشكل دائم لقصف وهجمات مستمرة بالصواريخ الموجهة وقذائف المدفعية، مما يستهدف المدنيين ويخطف أرواحهم.
يأتي هذا في ظل عدم وجود ملاذ آمن للسكان واستهداف نظام الأسد وروسيا لمختلف المناطق، مع غياب مقومات الحياة في المخيمات والصعوبات الكبيرة في فصل الشتاء وتراجع الاستجابة الإنسانية.
وأشارت المؤسسة إلى أن الإرهاب المستمر لنظام الأسد يحرم عائلات من أفرادها، كما حدث غربي حلب، حيث فقدت عائلة ثلاثة من أفرادها نتيجة هجومين بالصواريخ الموجهة شنهما نظام الأسد يوم السبت 1 يونيو.
اقرأ أيضاً: تقرير حقوقي يوثق مـ.ـقتل 47 مدنياً في سوريا خلال شهر أيار 2024
واستهدفت الهجمات سيارتين على أطراف مدينة الأتارب، ما أدى لمقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفل.
هذه الهجمات زادت من الخطر الذي يعيشه السكان في شمال غربي سوريا جراء تعمد استهداف المزارعين أثناء وجودهم في حقولهم.
ووثقت “الخوذ البيضاء” قتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة (رجل وطفله وأخوه) نتيجة استهداف سيارة مدنية زراعية بصاروخ موجه في منطقة الوساطة على الأطراف الشرقية لمدينة الأتارب.
وسبق هذا الهجوم، استهداف مماثل لسيارة مدنية على طريق الأتارب – كفرنوان، ما أدى لأضرار كبيرة في السيارة.
وفي 28 مايو، قتل نظام الأسد طفلين وأصابت طفلاً آخر رضيعاً، وهو شقيق أحد الطفلين القتيلين، نتيجة استهداف سيارة زراعية في قرية كفرنوران غربي حلب بصاروخ موجه.
كما استهدفت آلية زراعية أثناء حصاد أرض زراعية في القرية، وسبقه استهداف آخر لسيارة مدنية، ما أدى لاحتراقها دون وقوع إصابات.
وأصيب سبعة مدنيين من عائلة واحدة في بلدة تديل غربي حلب يوم 18 مايو، إثر استهداف سيارتهم بصاروخ موجه.
كما قُتل طفل وأصيبت والدته بجروح خطرة جراء قصف مدفعي من قوات النظام استهدف الأحياء السكنية في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي يوم 5 مايو.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
ومنذ بداية العام 2024 وحتى 31 مايو، استجابت فرق الدفاع المدني لـ 15 استهدافاً بالصواريخ الموجهة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال ورجل وإصابة 22 مدنياً بينهم سبعة أطفال وثلاث نساء.
وخلال الفترة نفسها، استجابت الفرق لـ 373 هجوماً من قوات النظام وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 31 شخصاً بينهم 10 أطفال، وإصابة أكثر من 146 شخصاً بينهم 54 طفلاً.
وفي الآونة الأخيرة، صعّدت نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية هجماتها باستخدام الصواريخ الموجهة والطائرات المسيرة الانتحارية، مما يهدد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، ويقوض سبل عيشهم، ويمنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، مما يفاقم أزمة الأمن الغذائي.
وحذرت “الخوذ البيضاء” من المخاطر الكبيرة لاستمرار نظام الأسد في استخدام الصواريخ الموجهة، التي أصبحت سلاحاً لزيادة دقة الهجمات وعدد الضحايا، مما يمنع المدنيين من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم، ويزيد من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية الصعبة وتراجع الاستجابة الدولية لتداعيات الحرب وكارثة الزلزال المستمر.