أجرت صحيفة حبر حوارًا مع الدكتور (مصطفى طالب) المدرِّس في كلية هندسة الميكانيك في جامعة إدلب، وأحد أعمدة التعليم العالي، حيث كان له دور بارز في انطلاق تجربة التعليم العالي في الشمال السوري.
وتناول الحوار جوانب عدة تدور في فلك التعليم العالي بعد سنوات من انطلاق هذه التجربة الفريدة.
التعليم العالي وتطوير الجامعات
تشهد الجامعات في المحرر تطورًا ملحوظًا عامًا بعد آخر، وفي هذا الجانب طرحنا على الدكتور مصطفى طالب مجموعة من الأسئلة.
– كيف ترى التعليم العالي في المناطق المحررة بعد سنوات من الانطلاق؟
“إنه بخير، ولا أبالغ إن قلت: إن مؤسسات التعليم العالي هي أنجح ما أفرزته الثورة السورية.”
اقرأ أيضاً: تفاعل واسع مع صورة الحاج عبد الكريم أحد طلاب جامعة إدلب
– ما أهم المشاكل التي تواجه التعليم العالي في المحرر؟
“شح الموارد المالية، وضعف التجهيزات المخبرية، وانعدامها في بعض الأحيان.”
– كيف يمكن أن نطور الجامعات في المحرر؟
“التطوير يكون بإعداد كوادر تدريسية جديدة، باستقطاب كل أولئك الذين منعتهم ظروف الحرب من متابعة تحصيلهم العلمي، وبالأخص طلبة الماجستير والدكتوراه، والعمل على مساعدتهم وتهيئة الظروف المناسبة لإتمام دراستهم.”
الاعتراف بشهادات المحرر
– ما مدى أهمية الحصول على الاعتراف؟ وهل أنت مع إيلائه أهمية كبيرة من قبل الطلاب؟
” لا أعير اهتمامًا كبيراً للاعتراف السياسي، أما الاعتراف الأكاديمي فهو حاصل فعلا ولا أدلَّ على ذلك من قبول خريجي جامعات المحرر في الجامعات التركية وحتى الألمانية لمتابعة دراساتهم العليا، وهذا كافٍ في هذه المرحلة.”
الدكتور مصطفى طالب له باع طويل في التعليم العالي ومختلف الجامعات في المحرر، وكونه رئيس جامعة سابق، وأحد مؤسسي التعليم العالي والعاملين به حتى الآن في المحرر، ما أهم ما يمكن أن يستخلصه من هذه التجربة؟
“خلصت إلى نتيجة مفادها أن هذا الشعب مبدع وخلاق ومكافح، وحينما يريد شيئًا فهو مؤهل وقادر على ذلك.”
– أنت أحد المبادرين لمساعدة الطلاب غير القادرين على تأمين القسط الجامعي برأيكم كيف يمكن مساعدة هؤلاء الطلبة؟
“أنا فعلت وأفعل ما يمليه عليّ ضميري في هذا الجانب، ذلك أن ما أقدمه شيء لا يذكر، ولولا الرسوم التي يدفعها الطلاب ما كانت هناك جامعة بالأصل.”
وبالتالي أنا أعيد بعضًا ممَّا يصلني للمستحقين، وهذه ليست مِنة، إنما واجب تجاه أبنائنا الطلبة، وبالمناسبة كان من الممكن التخفيف على الطلاب وذويهم الكثير لو أن المنظمات الداعمة كانت تنوي فعلًا رفع المعاناة عن سكان المنطقة، غير أنه يبدو أن لديهم أهداف بعيدة كل البعد عن ذلك.”
والدكتور مصطفى طالب من بلدة (كللي) الواقعة في ريف إدلب، وهو أستاذ مساعد في كلية هندسة الميكانيك منشق عن نظام الأسد منذ عام 2012 له مؤلفان و5 أبحاث.
كما أنه رئيس أول لجنة تعليم عالٍ في المحرر، وكانت مهمتها آنذاك المحافظة على أضابير ووثائق الطلاب، ثم انتخب مديرًا للتعليم العالي لمدة عامين، ورئيسًا لجامعة إدلب مدة عام كامل.
ويؤكد الدكتور مصطفى في كل حوار صحفي أنه لن يترك أرض سورية تحت أي ظرف، كما أن هدفه الأول هو الدفع بالعملية التعليمية قدمًا.
وأشاد طلاب وأكاديميون على مواقع التواصل الاجتماعي بمبادرة الدكتور مصطفى طالب ودفعه القسط الجامعي عن مجموعة من الطلاب غير القادرين على دفعه.