السعودية تضبط شحنة مـ.ـخدرات ضخمة مخبأة في قوالب خرسانية

أعلنت السلطات السعودية اليوم، الثلاثاء، ضبط كميات كبيرة من المـ.ـخدرات كانت مخبأة في شحنة قوالب خرسانية. ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أسفرت المتابعة الأمنية لشبكات تهريب وترويج المخـ.ـدرات عن ضبط أربعة ملايين و770 ألف قرص من مادة “الإمفيـ.ـتامين” المـ.ـخدر.

وكشف المتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات، مروان الحازمي، أن الأقراص المـ.ـخدرة كانت مخبأة داخل شحنة قوالب خرسانية. وتم القبض على مستقبلي الشحنة في منطقة الرياض، وهما مقيم من الجنسية اليمنية ووافد نازح.

اقرأ أيضاً: حقيقة تقديم رئيس الشرطة العسكرية تحية لجندي روسي في رأس العين

وتم إيقاف المتهمين واتخاذ الإجراءات النظامية الأولية بحقهما وإحالتهما إلى النيابة العامة.

ودعا الحازمي جميع المواطنين والمقيمين الذين تتوفر لديهم معلومات عن أي نشاطات ذات صلة بتهريب الـ.ـمخدرات أو ترويجها إلى إبلاغ السلطات فورًا.

تأتي هذه العملية بعد نحو أسبوعين من تنفيذ السلطات السعودية حكم الإعدام بحق مواطنين سوريين قالت إنهما متورطان في تهريب المـ.ـخدرات. وذكرت “واس” أن وزارة الداخلية أصدرت بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بحق عماد محمود حسين، ومصطفى محمود حسين، وهما من الجنسية السورية، بعد إدانتهما بتهريب أقراص “الإمـ.ـفيتامين”.

وأكدت الوزارة تنفيذ الحكم في 11 مايو في منطقة تبوك.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا

أكدت وزارة الداخلية عقب ضبط شحنة القوالب الخرسانية في بيانها حرص الحكومة السعودية على محاربة المخـ.ـدرات لما تسببه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، وتعهدت بإيقاع أشد العقوبات على مرتكبي جرائم تهريب وترويج الـ.ـمخدرات.

تجدر الإشارة إلى أن تهريب المخـ.ـدرات من سوريا نحو دول الخليج عبر الأردن يعتبر مشكلة شائكة تسعى الدول العربية لحلها مع النظام السوري.

وعلى الرغم من تعثر التوصل إلى تفاهمات بشأن ملف المـ.ـخدرات وقضايا أخرى، أعلنت الرياض في 26 مايو تعيين فيصل بن سعود المجفل سفيرًا جديدًا لها في دمشق، لأول مرة منذ عام 2012.

 

عقوبات جرائم المخدرات في السعودية:

تعمل المملكة العربية السعودية بنظام صارم لمكافحة الاتجار بالمواد المخدرة، وذلك بموجب الأمر السامي رقم 4/ب/966 وتاريخ 10 / 7 / 1407 هـ، وقرار هيئة كبار العلماء رقم 138 وتاريخ 20 / 6 / 1407 هـ، وقرار مجلس الوزراء رقم 11 لسنة 1374 هـ. يفرق هذا النظام بين المهرب والمروج والمتعاطي، ويحدد لكل منهم عقوبات متفاوتة بناءً على دوره في سلسلة الاتجار بالمخدرات.

المهرب: عقوبة مشددة تصل إلى الإعدام

وفقاً للنظام، يُعتبر التهريب من أخطر الجرائم، وتصل عقوبته إلى الإعدام بسبب الأضرار الجسيمة التي يلحقها بالمجتمع. تشمل هذه العقوبة أيضاً من يستورد المخدرات من الخارج أو يتلقى شحنات المخدرات لتوزيعها على المروجين داخل البلاد.

المروج: عقوبات متدرجة تصل إلى القتل

يفرق النظام بين المروج للمرة الأولى والعائد بعد سابق إدانته. في حالة المرة الأولى، تتراوح العقوبات بين الحبس، الجلد، والغرامة المالية، أو الجمع بينها حسب تقدير القضاء. أما في حالة العودة للترويج بعد إدانة سابقة، فتشدد العقوبة وقد تصل إلى الإعدام.

المتعاطي: عقوبة إصلاحية تتضمن الحبس والنفي

يعاقب المتعاطي بالسجن لمدة سنتين ويعزر بنظر الحاكم الشرعي. إذا كان المتعاطي أجنبياً، يتم نفيه خارج البلاد. يُعفى المتعاطي الذي يتقدم طوعاً للعلاج من الملاحقة القضائية ويوضع في مستشفى لعلاج الإدمان، تبعاً لتوصيات الأمم المتحدة.

معاملة خاصة للطلاب المتهمين في قضايا المخدرات

يتمتع الطلاب بمعاملة خاصة في قضايا المخدرات، حيث يُستثنون من العقوبات الصارمة ويُكتفى بتأديبهم ووضعهم تحت المراقبة بعد التأكد من صلاحهم. يتم أخذ التعهد من أولياء الأمور لضمان تربيتهم الجيدة، بشرط الالتزام بشروط معينة تضمن عدم تكرار الجريمة.

بهذا، يظهر النظام السعودي مرونة في التعامل مع مختلف الحالات المتعلقة بالمخدرات، حيث يشدد على معاقبة المهربين والمروجين بشكل صارم، بينما يتبنى نهجاً علاجياً للمتعاطين ويمنح الطلاب فرصة لإصلاح سلوكهم تحت مراقبة تربوية.

علاقة نظام الأسد والمخدرات 

وفق تحقيق أجرته مجلة “دير شبيغل”، تحوّلت سوريا إلى منتج رئيسي لحبوب الكبتاغون، التي تدر أرباحا خيالية. التحقيق أشار إلى أن بداية الاكتشاف كانت في رومانيا في أبريل/نيسان 2020، عندما تم العثور على شحنة تحتوي على 2.1 مليون حبة كبتاغون، بقيمة تصل إلى 43.5 مليون يورو، ضمن معدات مشبوهة متجهة من سوريا إلى السعودية عبر رومانيا.

متابعة المكالمات قادت إلى شخص يدعى “أبو فؤاد”، سوري من اللاذقية يُدعى إياد، يدير شبكة تهريب من ألمانيا. محاكمة إياد مع ثلاثة آخرين ستبدأ قريباً في مدينة إيسن. هذا الاكتشاف ليس الأول، حيث تكررت مصادرات شحنات الكبتاغون في عدة دول، مثل 84 مليون حبة في إيطاليا، وحاويات أخرى في مصر مرتبطة برامي مخلوف، ابن عم الرئيس السوري.

جول رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، أشار إلى أن النظام السوري نفسه يدير هذه التجارة. المحققون ربطوا نشاط إياد بأكثر من طن من الكبتاغون والحشيش بقيمة 130 مليون يورو.

التحقيق أظهر أن اثنين من المتورطين شغلا مناصب مؤثرة في ميناء اللاذقية، الذي يُستخدم لتصدير الكبتاغون. يُعتقد أن الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد تجني 300 ألف دولار عن كل حاوية، ويُدفع للجنود 60 ألف دولار إضافية. كما تلعب عصابة “الحوت” المسلحة وحزب الله اللبناني دوراً في تهريب الكبتاغون، الذي يُنتج في مصانع داخل سوريا.

القيمة التقديرية لتجارة المخدرات السورية بلغت 5.7 مليار دولار عام 2021، مع توجيه الشحنات بشكل رئيسي إلى الخليج. هذا يعكس تحول سوريا إلى مركز رئيسي لتجارة المخدرات في المنطقة، وسط اتهامات بتورط النظام السوري في هذه التجارة المربحة.\

عودة العلاقات بين السعودية ونظام الأسد

في فبراير 2023، ظهرت بوادر إيجابية تشير إلى تحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ونظام الأسد جاء ذلك بعد تصريح وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الذي أكد على تبلور إجماع عربي حول ضرورة الحوار مع حكومة الأسد بدلاً من عزلها، مشيراً إلى أهمية هذا الحوار لمعالجة المشاكل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين.

وفي 13 أبريل 2023، قام وزير الخارجية في نظام الأسد فيصل المقداد، بزيارة رسمية إلى السعودية، حيث التقى بنظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود. خلال هذه الزيارة، قرر البلدان بدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بينهما.

توجت هذه التطورات في 10 مايو 2023، بقرار المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية إعادة فتح السفارات في كلا البلدين.

وفي نفس اليوم، وجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دعوة إلى بشار الأسد للمشاركة في القمة العربية لعام 2023، بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في 7 مايو 2023.

وفي 19 مايو 2023، زار بشار الأسد المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، حيث التقى بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود. وأكدت هذه الزيارة على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي 1 أكتوبر 2023، تم إعادة افتتاح السفارة السورية في الرياض، مما عزز من استعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسوريا بعد سنوات من التوتر والانقطاع.

وقبل أيام أعلنت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن تعيين فيصل بن سعود المجفل كسفير للمملكة العربية السعودية في سوريا، في خطوة تأتي بعد أشهر من استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. يعتبر المجفل أول سفير سعودي يُعين في سوريا منذ إغلاق السفارة السعودية هناك في عام 2012، في أعقاب اندلاع الحرب السورية التي بدأت عام 2011 بعد قمع النظام السوري لمظاهرات سلمية.

في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت السعودية وسوريا استئناف بعثتيهما الدبلوماسيتين بعد عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية. وقد أعادت السعودية فتح سفارتها في سوريا هذا العام، بعدما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من 10 سنوات.

وفي مايو/أيار الماضي، استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بشار الأسد.

وقل ذلك أعلنت وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري عن اتفاقها مع وزارة الحج السعودية على تسلم ملف الحج والعمرة لعام 2024، ما يعني سحب الملف رسمياً من المعارضة السورية بعد أكثر من 10 سنوات.

وقالت الوزارة في بيان، إن وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد التقى مع وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان في مدينة جدة، واتفقا على أن يكون الحج والعمرة لهذا العام من دمشق، وبإشراف وزارة الأوقاف السورية.

وأضاف البيان أن اللجان التحضيرية المشتركة بين الوزارتين ستبحث كافة التفاصيل والإجراءات اللوجستية اللازمة لخدمة الحجاج والمعتمرين السوريين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم.

آل الأسدالسعوديةالنظام السوريحشيش آل الأسدسورياقوالب خراسانيةكبتاغون الأسدمخدرات