السيارات الأوروبية في إدلب.. تجارة مزدهرة وارتفاع أسعار غير مسبوق

رؤى الزين

كانت محافظة إدلب على مدار السنوات الماضية المركز الرئيسي لتجارة السيارات الأوروبية في سوريا، مستفيدةً من موقعها الحدودي مع تركيا ومعابرها الحيوية.

ومع تحرير سوريا، شهد سوق السيارات الأوروبية تحولًا كبيرًا، إذ زاد الطلب بشكل ملحوظ، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، لتصبح إدلب بوابة رئيسية لهذه التجارة الحيوية التي امتدت تأثيراتها إلى معظم المحافظات السورية.

السيارات الأوروبية: جودة وتنوع

تشتهر السيارات الأوروبية بجودتها العالية وتصميمها المميز الذي يجعلها خيارًا مفضلًا للسوريين. فالصناعة الأوروبية تُعرف بالدقة في التفاصيل والكفاءة العالية في الأداء، إلى جانب التزامها بمعايير السلامة.

وتشمل السيارات الأكثر طلبًا في السوق السوري أنواعًا مثل السيارات الألمانية (مرسيدس، بي إم دبليو، وأودي)، إلى جانب السيارات الكورية واليابانية التي تتميز بأسعارها المناسبة واستهلاكها الاقتصادي للوقود.

أسباب ارتفاع أسعار السيارات الأوروبية في إدلب

يعود الارتفاع الكبير في أسعار السيارات الأوروبية في إدلب إلى زيادة الطلب عليها من قبل الأهالي في المحافظات الأخرى، مقارنة مع قلة استيرادها.

اقرأ أيضاً: “قسد” ترتكب جرائم حرب في حلب

“محمد العلي”، تاجر سيارات في مدينة الدانا شمالي إدلب، يوضح قائلًا: “حاليًا نستورد يوميًا ما يقارب 300 سيارة فقط عبر معبر باب الهوى الحدودي، لكن السوق يشهد حركة بيع كبيرة بسبب الطلب الهائل من المحافظات الأخرى. لدينا أكثر من 200 مكتب سيارات تعمل في السوق الحرة، ويتم بيع السيارات بشكل يومي بالمزاد، وهو ما جعل الأسعار ترتفع بشكل ملحوظ”.

وأضاف العلي: “قبل سقوط النظام، كنت أبيع سيارتين أو ثلاثًا شهريًا، أما الآن فأنا أشتري وأبيع السيارات في نفس اليوم، والنسبة ارتفعت بنسبة تقارب 200% مقارنة بما قبل التحرير. السوق حاليًا يشهد إقبالًا واسعًا على السيارات الألمانية خاصة، نظرًا لجودتها وأدائها المميز”.

انتشار السوق وأثره على المحافظات الأخرى

بعد سقوط النظام، توسّعت تجارة السيارات الأوروبية من إدلب إلى معظم المحافظات السورية، لكن تجار السيارات في مناطق النظام تعرضوا لخسائر مادية كبيرة نتيجة التغيرات في السوق.

يقول خالد الأسعد، تاجر سيارات من مدينة حلب: “قبل التحرير، كنا نضطر لشراء السيارات بأسعار مرتفعة ودفع رسوم جمركية وضرائب عالية، ما كبّدنا خسائر كبيرة”.

وأضاف: “أنا شخصيًا خسرت أكثر من 60 ألف دولار بسبب هذه الأعباء، حيث انخفضت قيمة السيارات بشكل كبير بعد التحرير وأصبح معظم الأهالي يفضلون شراء السيارات من إدلب بسبب الأسعار المنخفضة مقارنة بالمناطق الأخرى”.

وأشار خالد إلى أن إدلب أصبحت وجهة رئيسية للراغبين في شراء السيارات الأوروبية، ما ساهم في ازدهار تجارة السيارات هناك.

رغم التحديات التي تواجهها تجارة السيارات الأوروبية في إدلب، تبقى هذه التجارة مصدر رزق أساسي لمئات العائلات، وفرصة للنمو الاقتصادي في المنطقة.

الإقبال المتزايد على السيارات الأوروبية يعكس تحولًا اقتصاديًا واجتماعيًا في إدلب، ويؤكد على دورها كمركز رئيسي لتجارة السيارات في سوريا. ومع استمرار الطلب المتزايد، يبقى الأمل بتحسين الظروف الاقتصادية بما يتيح هذه السيارات لشريحة أكبر من السوريين.

إدلبالسيارات الأوروبيةالشمال السوريتقاريرسوريا