السياسية الأمريكية في إعادة تدوير نظام الأسد

غسان الجمعة

 

أعلنها من قبل المبعوث الأمريكي لسورية جيمس جيفري ويكررها اليوم جوي هود مساعد وزير الخارجية الأمريكي: “سياستنا لا تهدف لتغيير النظام في سورية” هذه العبارة باتت العنوان العريض لإدارة بايدن في تعاملها مع الملف السوري التي أكدت على لسان جوي أنها لن تسحب قواتها من شرق الفرات من أجل الاستمرار في مواجهة تنظيم الدولة.

مساعد وزير الخارجية جوي أكد أن بلاده تهدف لتغيير سلوك الحكومة في سورية عبر عملية تقودها الأمم المتحدة تؤدي في النهاية لحماية الشعب، فهل الولايات المتحدة جادة في ذلك وقادرة عليه؟

تصطدم المساعي الأمريكية في الضغط على النظام السوري وهو في الغالب ضغط اقتصادي بجملة من التحديات على رأسها الدور الروسي في إدارة الملف السوري في الاجتماعات الإقليمية سواء مع تركيا أو إيران و دول الخليج أو الاجتماعات الدولية التي باتت روسيا تحترف فيها سياسة الابتزاز لتوجيه الدعم الدولي للنظام السوري، وليس ببعيد سلوكها الانتهازي في الفترة الماضية بصفتها دولة عضو في مجلس الأمن من خلال السعي لتعطيل آلية عبور إنسانية للداخل السوري انتهت بضغوط دولية، وربما تنازلات لروسيا من تحت الطاولة مقابل تمريرها للقرار.

اقرأ أيضاً: فيكتوري… مستندات تدين نظام الأسد بتعذيب الآلاف حتى الموت ودفنهم بمقابر جماعية

كما أنها مع إيران تشكِّل شريانًا لإمداد الأسد عند الضرورة باحتياجاته وتحفز روسيا دول الخليج وباقي الدول العربية لإعادة تدوير النظام السوري سياسيًا ودعمه اقتصاديًا في كل حين.

من جهة أخرى تُعدُّ الضغوط الأمريكية على النظام السوري جزءًا من منظومة ضغط تقودها واشنطن من لبنان إلى طهران عبر سورية والعراق، وهذا يعني بالنتيجة ارتباطها بشكل أو بآخر بطبيعة العلاقة مع إيران وليس لهذا الضغط جذر في المسألة السورية كوضع مستقل، ويكفي للمتابع أن يقارن أوضاع هذه البلدان خدميًا واقتصاديًا ليجد أثر السياسة الأمريكية الواحدة في بنيتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ممَّا يعني تأثير السياسة الأمريكية إيجابًا وسلبًا بهذه الدول مرتبط بعلاقتها مع طهران.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

بالإضافة إلى هذه المصاعب أعلنت الولايات المتحدة ما يعرف بقانون قيصر، وإلى اليوم لم يتم تطبيق هذا القانون بشكل جاد، ودائمًا ما تبحث الإدارة الأمريكية للنظام السوري عن ثغرات في هذا القانون لتبرير مساعدات من دول أخرى، على غرار بحثها عن ثغرات على حوض الفرات لمده في النفط عبر شركاته وتحت أعينها من وقت لآخر.

إن استمرار الضغط الأمريكي لن يؤتي ثماره التي ترغب بها واشنطن؛ لأن النظام السوري لا يكترث بالأوضاع الاقتصادية، وماتزال هذه الضغوط سياط على رقاب الفقراء من عامة الشعب دون أن تمس أثرياء الحرب وحاشية النظام بأي أضرار.

لعل المساعي الأمريكية في الملف السوري، وفي الوقت الحاضر، مكتفية بما هو عليه الحال سياسيًا وعسكريًا، وبالتالي هي سياسة لإعادة تدوير نظام بشار الأسد، وإلا لما أغفلت هي ذاتها تطبيق قانون قيصر الذي فصَّلته وأصدرته على مقاس سياستها تجاه سورية، كما أنها تدَّعي تغيير سلوك حكومة أو نظام وهي أكثر من يعرف استحالة ذلك؛ لأن هرم الدولة السورية قائم على منظومة أمنية وسلطة فرد مستبد، وكلاهما لا يمكن إصلاحه من خلال القرارات الأممية، ولا يمكن إسباغ صفة الشرعية يومًا عليها، فلا حاجة هنا مع الإجرام للغة الدبلوماسية، فعندما تريد أمريكا شيئًا فهي تنفذه، وعندما تراوغ فهي كالثعالب عندما تعطي فرصة للضباع كي تنهش فرائسها.

إدلبالنظام السوريبايدنبشار الأسدجو بايدنروسياسورياصحيفة حبرغسان الجمعة