أعلنت الرئاسة السورية أن الرئيس أحمد الشرع تلقى دعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي لحضور القمة العربية الطارئة، المقرر عقدها في مصر في الرابع من مارس/آذار المقبل، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة في أعقاب الخطة الأمريكية المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من القطاع.
خطوة نحو عودة العلاقات العربية – السورية
اعتبرت وكالة رويترز أن هذه الدعوة تمثل خطوة كبيرة على طريق إعادة بناء العلاقات بين دمشق والعالم العربي، بعد فترة من التوتر والقطيعة التي أعقبت سقوط النظام السابق في سوريا. وأشارت الوكالة إلى أن قمة القاهرة ستبحث الجهود العربية لمواجهة خطة ترامب، التي تدعو إلى نقل سكان غزة إلى أماكن أخرى، من بينها مصر والأردن، وهي الخطة التي قوبلت بانتقادات واسعة النطاق وتحذيرات من الأمم المتحدة بشأن التطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية.
الجامعة العربية وتوجهات جديدة تجاه سوريا
كشفت مصادر دبلوماسية عربية لموقع “العربي الجديد” أن الجامعة العربية كانت قد بحثت مسبقًا فكرة دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة الطارئة، مشيرة إلى أن هناك ترحيبًا عربيًا واسعًا بهذه الخطوة كجزء من التوجه لإعادة دمج سوريا في المنظومة العربية.
اقرأ أيضاً: شام FM، السلطة والإعلام، ذراع النظام الناعمة
ونقلت صحف مصرية عن مصادر دبلوماسية قولها إن القاهرة تلقت إشارات إيجابية بشأن حضور الرئيس الشرع اجتماع القمة، مما يعكس تحولًا في الموقف العربي تجاه سوريا بعد سقوط النظام السابق.
لقاء مرتقب بين السيسي والشرع
أفادت المصادر الدبلوماسية أيضًا أن هناك ترتيبات في الدوائر المصرية لعقد لقاء ثنائي على هامش القمة بين الرئيس الشرع ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، حيث سيتم مناقشة الأوضاع في غزة والتحديات الناتجة عن الخطة الأمريكية الإسرائيلية، إضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين دمشق والقاهرة.
لقاء سوري – مصري – تركي في أنقرة
في سياق متصل، كشفت تقارير صحفية عن لقاء ثلاثي جرى في العاصمة التركية أنقرة، بين وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني ونظيره المصري بدر عبد العاطي، بحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وخلال اللقاء، اتفق الطرفان على ضرورة مراعاة المخاوف المصرية بشأن الأوضاع في سوريا، مع التأكيد على عدم تحويل سوريا إلى منصة تهديد لدول الجوار، وعلى رأسها مصر.
الشواغل المصرية بشأن سوريا
منذ سقوط نظام الأسد قبل شهرين، لم تقم القاهرة بإرسال أي وفود رسمية إلى دمشق، بخلاف دول عربية أخرى سارعت إلى إعادة التواصل مع الإدارة السورية الجديدة.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أوضح في مقابلة تلفزيونية أن الموقف المصري يستند إلى ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة في سوريا، مع رفض حصر الحلول السياسية في الفصائل المسلحة فقط، والدعوة إلى الأخذ بمواقف جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك المعارضة السلمية.
مصر تؤكد على وحدة سوريا ورفض التقسيم
أكد عبد العاطي أن مصر ترى في سوريا دولة شقيقة، وأن استقرارها يمثل أهمية استراتيجية للقاهرة، مشددًا على رفض أي مشاريع للتقسيم، لأنها قد تفتح الباب أمام تقسيم دول عربية أخرى.
وأشار أيضًا إلى أن مصر تتحرك وفق مصالحها الوطنية، وأن أي تقدم في العلاقات مع دمشق سيخضع للتقييم من قبل المؤسسات المصرية.