“لا إعاقة مع الإرادة والتصميم مهما تكن احتياجاتك، فأنت متميز، الإعاقة ليست إعاقة الجسد، بل إعاقة الأخلاق والفكر” بهذه الكلمات يحدثنا (عدي عثمان) ، وهو شاب من بلدة (كرناز) بريف حماة الشمالي، تعرض لإصابة حربية أدت إلى بتر طرفه الأيسر إثر تعرّض بلدته لقصف من قبل النظام السوري.
يقول (عدي): “في بداية تعرضي للإصابة عانيت كثيرًا وشعرت بالانهزام النفسي، وبدأت تراودني أفكار سلبية تلاحقني، كان لنظرات الشفقة والرأفة من المجتمع من حولي الدور الأكبر في إصابتي بنوع من الإحباط والهزيمة، وقد تركت هذه النظرات أثرًا في نفسي بوقت احتجت فيه إلى تفهم مشاعري ومساندتي، لكن رُبّ ضارة نافعة، فقد كانت البداية للبدء في المقاومة الأفكار السلبية، وبدأت برسم خطة أسميتها: (نحن مميزون ولسنا عجزة)، وكانت تتألف من عدة مفاتيح تهدف لتغيير النظرة للمعاقين في المجتمع وتبرز إنجازات ذوي الإعاقة”.
العودة إلى مقاعد الدراسة والتفوق بالجامعة:
ويضيف عدي: “كنت دائمًا أقرأ كتبًا عن النجاح وقد تأثرت بكلمات رائعة لسيدنا عمر بن الخطاب، ودائمًا أعمل بها: (إذا رأيت الكلمة تؤذيك فطأطئ لها رأسك حتى تتخطاك)، وقد نجحت في تجاهل كلام الناس ومشاعر الشفقة تجاهي، وكانت هذه أول خطوات هذه الخطة.
والخطوة الثانية هي تحويل نقاط الضعف لدي إلى نقاط قوة، وهذا ما ساعدني على التكييف والبدء بنشاطات حياتية جديدة.
فيما تُرجمت الخطوة الثانية بعودتي إلى مقاعد الجامعة، التي أدت إلى ظروف الحرب والتهجير والإعاقة فوق ذلك إلى تركها والتوقف عنها.
عودتي إلى مقاعد الجامعة كان صعبة في بداية الأمر، حيث واجهت صعوبة بالغة نتيجة بُعد المسافة عن مركز الجامعة، لكن تغلبت على الأمر عبر الصبر والتحمل، وكانت النتيجة توفيق من الله في السنة الأولى، وقد كان معدلي 92 % وكنت الأول على زملائي، وقد كانت بصمة وأثر لا ينس في جامعتي من حيث ظروفي وأحوالي ومحبتي للمساعدة وتقديم الخدمة دفعتني للانضمام لفريق تطوعي، وساعدني ذلك تقوية ثقتي بنفسي، ومن ثم تقديم المساعدة لذوي الإعاقة وتخفيف حزنهم لأني أحس وأشعر بهم أكثر من باقي الناس وكانت مهمتي زيارتهم وتقديم لهم ما يلزم.
والمفتاح الثالث في الخطة لا تتردد في قبول التحدي بدأت البحث عن نشاطات رياضية تُعنى بالمعاقين، وقد انضممت لفريق (الأمل) لمبتوري الأطراف في إدلب، ولعبت في خط الدفاع، وكانوا يسمنوني صخرة الدفاع لقتالي في الدفاع عن مرمى فريقي، فيما كان المدرب (محمد شيخ الحدادين) بمنزلة المشجع والمحفز والداعم الأكبر من الناحية المعنوية، وكانت علاقتي مع زملائي في الفريق رائعة وأخوية”.
يختم عدي حديثه بعدة نصائح لكل شخص تعرض للإعاقة: ” لاتكن كما يريد الآخرين، كن كما تريد أنت، ولا تسمح بسيطرة الأفكار السلبية عليك”.