الطلاب المهجَّرون في الداخل السوري والصعوبات التي يواجهونها

عبد الحميد حاج محمد

 

يواجه طلاب المرحلة الثانوية السوريون المهجرون في الداخل السوري عدة صعوبات في تعليمهم؛ تلقيهم التعليم في بيئة مختلفة بعد تهجيرهم من قبل نظام الأسد وروسيا.

وتختلف الصعوبات بين طالب وآخر ومنطقة وأخرى، إلا أن الطلاب المهجرين يحاولون بشتى الوسائل إتمام مسيرتهم التعليمية والتغلب على العوائق التي تواجههم لإنهاء مرحلتهم الدراسية ودخول المرحلة الجامعية.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

(آية الأحمد) طالبة في الثالث الثانوي الفرع العلمي مهجَّرة من منطقة ريف إدلب الجنوبي إلى منطقة سلقين شمال إدلب تقول: “إن أهم الصعوبات التي تواجه الطلاب المهجرين هو الاختلاف في عدة أمور بين الطلاب، لا سيما طرق الحياة بين الطلاب المهجرين المقيمين، إضافة إلى اختلاف المدرسين وطرق تدريسهم وأسلوبهم.

اقرأ أيضاً: أول تعليق من الأردن على ترحيل حسنة الحريري إلى سورية

تلك الاختلافات تؤدي إلى حدوث شرخ وتغير جذري في حياة الطالب الدراسية من حيث المكان والأشخاص، إضافة إلى أن الطالب يعاني في هذه الحالة إلى صعوبة في التأقلم مع مسيرته الجديدة.”

 

وتضيف الأحمد بأن “هذه الأسباب تجعل فكر الطالب مشتتًا، ويحتاج فترة زمنية للتخلص من هذه الحالة والضياع.”

 

أما (محمد) طالب في الثالث الثانوي من ريف سراقب فيقول: “إن معظم الصعوبات تتلخص في اختلاف، إضافة إلى اختلاف الأصدقاء، وكوننا في مرحلة عمرية متقدمة يصعب علينا إعادة تكوين الاصدقاء من جديد.”

إلا أن (آية) رأت أن الاندماج مع أصدقاء جدد لم يكن صعبًا، واستطاعت أن تكوِّن صداقات جديدة خلال فترة قصيرة، ووجدت أن المجتمع بسيط، وتقبلوها بشكل جيد وأخرجوها من حالة عزلتها.

ويشير (محمد) إلا أن “الصعوبات تذهب بمجرد انفكاك العزلة بين الطالب المهجَّر والمجتمع المُضِيف له، وذلك بعد مرور الطالب بمرحلة نفسية صعبة، ومرحلة فقدِ بيئته ومجتمعه وأصدقائه ومدرسته.”

مُرشِدة اجتماعية تحلل صعوبات الطلاب المُهجرين:

المرشدة الاجتماعية (رجاء شبيب) تقول: “إن الصعوبات التي يعاني منها الطلاب المهجرون هي استمرارية الفراغ بينهم وبين أقرانهم من أبناء المجتمع، وعدم العمل على دمجهم في المجتمع الجديد.”

وتضيف شبيب بأن “خروج الطلاب من مجتمعهم وفق سياسة التهجير يجعل لدى غالبيتهم فجوة كبيرة بينهم وبين المجتمع المُضِيف، ويبتعد غالبيتهم عن بناء العلاقات بعد تعرضهم لصدمة الفقد (التهجير).”

ولم تقتصر الصعوبات على الطلاب من ناحية الاختلاف المجتمعي، فقد واجههم هذا العام العديد من الصعوبات لعل أبرزها تقطع الدوام نتيجة فيروس كورونا وانتشاره.

ويضطر معظم طلاب الشهادة الثانوية إلى تلقي دروس خاصةً، أو التسجيل في مدارس ومعاهد خاصةً، إضافة إلى دوامهم المدرسي، لتحصيلهم فوائد أكثر وخصوصًا طلاب الفرع العلمي الذي يعتمد في غالبيته على التطبيق العملي والفهم.

وتقول (آية الأحمد): إنها تواجه الصعوبات بإرادتها ورغبتها في إتمام تعليمها ونجاحها في مرحلتها الحالية وحصولها على معدل جيد لدخول الفرع الذي ترغبه وهو الطب البشري.

وبحسب (رجاء شبيب)، فإن الطلاب المهجرين بحاجة دعم بشكل أكبر، سواء على الجانب المعنوي وهو الأهم بالنسبة إليهم، أو على الجانب المادي الذي يعاني منه الطالب المهجَّر في الوقت الحالي.

إدلبتربية وتعليمروسياريف حلبسورياطلاب سورياعبد الحميد حاج محمدنظام الأسد