انتهى شهر رمضان، ونحن اليوم في أول أيام عيد الفطر أعاده الله علينا جميعاً بالنصر ولم الشتات وتحقيق الحلم بالحرية والعدالة والكرامة.
رمضان شهر التغيير ولما كان هذا التغيير مجهداً على شكله الحقيقي وسينتقل الإنسان فيه من حال إلى حال أفضل، كان لا بدّ من فرحة ومكافأة في آخره تمثلت بالعيد، الذي يشعر فيه المسلم بإنجازه وعمله طيلة شهر رمضان ويصرّ فيه عل الثبات من أجل أن يتقدم في العام المقبل لا أن يعود إلى الوراء فيراوح مكانه كل عام.
لقد جُعل العيد فرحة للصائمين، كأنه دلالة على إنجازهم، كما جُعل النصر فرحة للمجاهدين بحق دلالة على إنجازهم، فمن استطاع تغيير نفسه وعدم اتباعها هواها، ولجمها عن كل ما شرع الصيام عنه وتطبيق التغيير حقيقة هو من سيشعر بفرحة العيد، وكذلك من جاهد في الله حق الجهاد وترك ظلم الناس، والتعدي على الحقوق وسعى وراء حرية الناس وتحقيق العدالة لهم والاقتصاص من الظالمين المستبدين، سيكون له عندها عيد نصر في آخر جهاده.
أما من كان جهاده رياءً وبطراً وظلماً وسلبا للحقوق وارتزاقاً بالدماء، فليس له من جهاده إلا التعب والموت وسخط الله، كما الصائم الذي لم يترك قول الزور والعمل به ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش ولا فرحة عيد لديه إلا بملء بطنه عمّا صام عنه، وليس عمّا أنجزه في سبيل تغيير نفسه ومجتمعه.
إن رمضان سنة تغيير وعمل ومجاهدة تنقضي بفرحة لمن فاز بها، وإذا أردنا أن نفرح بعيد نصرنا، فعلينا أن نحسن تطبيق سنن جهادنا كما أمر الله، ونمتثل للعدالة والمحاسبة والسعي لحرية الناس وكرامتهم
كل عام وأنتم بخير