شهدت محافظة السويداء توترًا أمنيًا مساء الثلاثاء، 31 كانون الأول، بعدما قامت فصائل محلية بمنع رتل عسكري تابع لـ”إدارة العمليات العسكرية” من دخول المدينة، ما اضطره إلى العودة نحو دمشق.
وكان الرتل يضم حوالي 35 سيارة محملة بتجهيزات لوجستية وأجهزة اتصال لقيادة الشرطة في السويداء، وقد نسّق دخوله مع قائد “لواء أحرار جبل العرب”، سليمان عبد الباقي، لكن وصوله ليلًا ودون تنسيق مع بقية الفصائل المحلية أثار اعتراضًا واسعًا، مما دفع الأخيرة إلى استنفار عناصرها ومنع دخوله.
الفصائل تطالب بإدارة أمنية محلية
الفصائل أكدت رفضها دخول أي قوات عسكرية دون تنسيق مسبق، مشددة على أن إدارة الشؤون الأمنية في السويداء يجب أن تكون عبر أبنائها بالتنسيق مع حكومة دمشق، نظرًا لطبيعة المحافظة العشائرية والاجتماعية التي تتطلب حلولًا محلية.
عضو اللجنة التنظيمية في “قيادة الانتفاضة الشعبية بالسويداء”، بشار طرابية، أوضح أن التنسيق المسبق كان غائبًا وأن الأهالي رفضوا دخول الرتل ليلًا بسبب حساسية الوضع الأمني.
وأضاف أن الفصائل طلبت عودة الرتل إلى دمشق، مؤكدًا إمكانية مناقشة ترتيبات مستقبلية تتسم بالشفافية.
اقرأ أيضاً: أسماء الأسد في عزلة صحية مع تدهور حالتها بسبب سرطان الدم
خلفية الوضع الأمني
تعاني السويداء من توتر مستمر في المشهد الأمني، حيث تنشط فصائل محلية عديدة كانت مسؤولة عن ضبط الأمن في ظل غياب سيطرة حكومة دمشق. وأُنشئت “غرفة العمليات المشتركة” في كانون الأول 2024 لتنسيق العمل بين فصائل المحافظات الجنوبية، لكنها تواجه تحديات كبيرة في التوافق مع إدارة العمليات العسكرية القادمة من دمشق.
مطالب واضحة للحكومة
في لقاءات سابقة مع مسؤولي حكومة دمشق، طالبت الفعاليات السياسية والدينية والاجتماعية في السويداء بإدارة أمنية ذات طابع محلي، تشمل تعيين قائد شرطة من أبناء المحافظة وتفعيل الضابطة العدلية لضمان استقرار الأوضاع. ورغم موافقة الحكومة مبدئيًا على هذه المطالب، إلا أن التنسيق الأمني يبقى نقطة خلاف بين الطرفين.
مواقف قيادية ودينية
في سياق متصل، صرح الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ حكمت الهجري، بأن تسليم السلاح في سوريا مرفوض حتى تشكيل دولة مدنية تضمن حقوق الجميع. وأكد على ضرورة مراقبة دولية خلال مرحلة تشكيل الدولة لتفادي العودة إلى الفوضى.