القبض على عاطف نجيب..خطوة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا

ألقت القوى الأمنية في محافظة اللاذقية القبض على العميد عاطف نجيب، الرئيس السابق لفرع الأمن السياسي في درعا، والمتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال الذين طالبوا بالحرية في بداية الثورة السورية.

وأكدت مصادر إعلامية أن نجيب تم توقيفه في إحدى مناطق ريف اللاذقية خلال عملية وصفت بالنوعية. وقال المقدم مصطفى كنيفاتي، مدير مديرية الأمن العام في اللاذقية: “تمكّنت مديرية الأمن العام بالتعاون مع القوى العسكرية من إلقاء القبض على العميد عاطف نجيب، الذي كان يشغل منصب رئيس فرع الأمن السياسي في درعا”.

وأشار كنيفاتي في تصريحات نقلتها وكالة “سانا” إلى أن “نجيب يُعتبر من المتورطين في ارتكاب جرائم بحق الشعب السوري، وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

من هو عاطف نجيب؟

عاطف نجيب هو ابن خالة بشار الأسد، تنقّل بين عدة أفرع للأمن السياسي في دمشق وطرطوس قبل أن يتولى رئاسة الفرع في محافظة درعا. خلال فترة ترؤسه لهذا المنصب، وُجهت إليه اتهامات بالتورط في قضايا فساد، وفق تقارير صحفية وحقوقية من بينها مشروع الذاكرة السورية.

اقرأ أيضاً: منحة إسعافية للقطاع الصحي في السويداء بقيمة 2.3 مليار ليرة…

برز اسم نجيب في بداية الثورة السورية عام 2011 بعد اعتقاله مجموعة من الأطفال الذين كتبوا شعارات تطالب بالحرية على جدران مدينة درعا. هذه الواقعة أثارت غضباً شعبياً واسعاً وأدت إلى انطلاق مظاهرات طالبت بإسقاطه. وتحدثت تقارير عن تهديده وجهاء المدينة وإهانتهم بأعراضهم، ما زاد من تأجيج الغضب الشعبي.

جهود المحاسبة

يُعد توقيف نجيب خطوة نادرة في سياق محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا. ويأتي ذلك في ظل مطالبات مستمرة من جهات حقوقية بضرورة تحقيق العدالة وإنصاف ضحايا الجرائم المرتكبة منذ اندلاع الثورة.

رغم ذلك، يرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون جزءاً من تحركات سياسية تهدف إلى تحسين صورة السلطات أمام المجتمع الدولي، لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة على النظام السوري.

يبقى التساؤل قائماً حول مدى جدية السلطات في متابعة هذا الملف، وما إذا كانت ستشمل المحاسبة مسؤولين آخرين تورطوا في انتهاكات مشابهة.

 

أخبار سوريااعتقال عاطف نجيبسورياعاطف نجيب