محمد ديب
مجددًا تتكرر المعاناة التي يعيشها نازحو المخيمات في الشمال السوري المحرر، فقد بدأ الأهالي في استقبال فصل الشتاء بقلوب متوجعة كعادتهم وتخوف كبير، حيث لا وجود لوسائل التدفئة، ولا لأدنى مقومات الحياة، فالبطالة مسيطرة، والوضع المعيشي يزداد سوءًا، تزامنًا مع الانهيارات الاقتصادية نتيجة تراجع الليرة التركية وغلاء المواد الغذائية، وارتفاع أسعار مواد التدفئة عامةً من (مازوت، وحطب، وألبسة بالة، وقشور فستق، وغيرها..)، واشتداد القصف على قرى جبل الزاوية، وتوقع حدوث معركة جديدة لميلشيا نظام الأسد، فضلًا عن غياب الخدمات من قبل المنظمات العاملة بالشمال المحرر التي إن وُجدت لا تسد الحاجة.
التدفئة بأكياس القمامة:
كباقي النازحين (أبو عبده كايد الشحود) نازحٌ ريف مدينة معرة النعمان الشرقي، يتحدث لصحيفة حبر عن المعاناة السنوية لهم بفصل الشتاء: “لقد مررت بظروف قاسية في السنوات الماضية عمومًا، نزحنا إلى خيمة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، إلا أن المعاناة تزداد سوءًا بفصل الشتاء سنويًا، ودائمًا الخيمة تطوف بالماء، وكل الليل أقعد مع أطفالي، ولا نستطيع النوم من المطر والبرد.
أما التدفئة فنجمع أكياس القمامة البلاستيك وبقايا أعواد الشجر لنتدفّأ عليها، وإذا وُجد بعض المال نقوم بشراء شيء من الحطب الرطب الرخيص الذي لا يشعل غالبًا، وهذا الوضع نعيشه سنويًا بقدوم فصل الشتاء، وأنا من الآن أجمع ما أستطيع من الأكياس والقمامة التي تصلح للحرق”.
أمريكا تحتفظ بحق الرد على هجوم قاعدة التنف في سورية
إذا وُجد العمل لسنا بحاجة أحد:
وأكمل (أبو عبدو) متحدثًا عن المعيشة: “الوضع الاقتصادي السيئ وقلة العمل أحد الأسباب التي تزيد معاناتنا بالمخيمات، ولو توفر العمل لسنا بحاجة أحد، إلا أن العمل معدوم، والتغيرات الاقتصادية أدت إلى انهيار حاد في كل مقومات الحياة وغياب المنظمات التي غالبًا ما كانت تقوم بتوزيع بعض البيرين والفحم الذي لا يكفي سوى لأيام ويتم الغياب باقي فصل الشتاء”.
فعالية المنظمات الإنسانية بفصل الشتاء:
لقد كانت آراء الناس غالبًا تدور حول تقصير المنظمات بفصل الشتاء، صحيفة حبر التقت الصحفي (أحمد فاروق المصطفى) مدير المكتب الإعلامي للحالات الإنسانية في مؤسسة (اقرا الخيرية)، حيث أوضح بقوله: “نحن مؤسسة إنسانية نسعى لتأمين الاحتياجات الأولية لفصل الشتاء من مدفئة و مبالغ مالية وسلل إغاثية وبعض مواد التدفئة، حيث تتوزع على دفعتين، لكن نحن وغيرنا من المنظمات ربما لا نستطيع التغطية الكاملة لكافة الناس، إنما نسعى جاهدين لرعاية مشاعرهم، يوجد ما يقارب في منطقة (سرمدا، وأطمة) مليون شخص تقريبًا، وهذا شيء طبيعي ألَّا نستطيع الخدمة على مدار الفصل، علمًا أننا نحزن ونبكي على ما يمر به هؤلاء الناس المساكين، خصوصًا أن البطالة مسيطرة ولا يوجد عمل، ونحن نسعى لتأمين المستلزمات في فصل الشتاء هذا بحسب ما نستطيع”.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
إن استمرار الوضع الاقتصادي على هذا النحو سيزيد ويكرر معاناة نازحي المخيمات، وستتدفق المياه إلى الخيم، وتُلتقط الصور مجددًا دون تحرك ساكن.
يذكر أن آخر نشرة أسعار للمحروقات بحسب شركة (وتد) للمحروقات في إدلب وريفها، كانت بحسب الأسعار التالية:
بنزين مستورد أول: …. TL 7.84
مازوت مستورد أول: …. TL 7.56
مازوت مستورد ثاني: …. TL 6.45
مازوت مكرر أول: …. 4.78 TL
مازوت نوع المحسن: …. TL 5.77 (جديد)
سعر أسطوانة الغاز للمستهلك: TL 109