النادي السينمائي وسيلة للنقاش ومكان للحوار بين السوريين

علي الدالاتي

 

“كان الحزن يخيم علينا، لكن في الوقت ذاته كان لدينا حالة من الاستنكار، فالفيلم لم ينصف المعتقلين، فهو يركز على الآثار التي خلَّفها السجن على المعتقل ومحيطه دون وجود أي إدانة للسلطة.” هكذا وصف (محمد) شعوره وهو ينهي مشاهدة فيلم “الليل الطويل” للمخرج (حاتم علي)، لم يكن الفيلم الذي رأه محمد ضمن قاعة سينمائية تحوي شاشة كبيرة ومقاعد وثيرة كما تحوي أجهزة صوت وإضاءة خاصة بالعروض السينمائية، بل كانت مشاهدته ضمن شاشة متوسطة مخصصة للعروض المنزلية تستخدم أسبوعيًا للعرض الأفلام ضمن فعاليات النادي السينمائي المقام من قبل رابطة إعلاميي الغوطة الشرقية والرابطة السورية لكرامة المواطن في مدينة عفرين شمال سورية.

وقال  (أمين الشامي) منسق النادي في رابطة إعلاميي الغوطة الشرقية، لصحيفة حبر: “إن النادي السينمائي هو  مشروع توعوي ترفيهي يُحدد أسبوعيًا، ويتم فيه  عرض  أحد الأفلام العربية والسورية ذات محتوى اجتماعي سياسي، بداية يتم شرح خلفية الفيلم وظروف التصوير والعرض ليعرض بعدها، والهدف من النادي تكوين أرضة ثقافية داخل المجتمع وخاصة الطبقات المثقفة؛ للوصول إلى الطريقة الأمثل للتعامل مع أحداث المجتمع من خلال النفاش والحوار، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مشاكل المجتمع التي يطرحها الفيلم وعن ريقة القضاء عن المشاكل، وكذلك تفعيل نوع من المناصرة والدفاع للضحايا تلك المشاكل .

وبحسب (عبد الرحمن الدوخي) رئيس رابطة إعلاميي الغوطة الشرقية، وأحد رواد النادي السينمائي: ” الأفلام المعروضة تستعرض الحياة الاجتماعية قبل الثورة وبعد الثورة  لتثبيت أهمية الثورة في تحسن الأوضاع وخاصة من خلال مناقشة الأفلام التي يتم عرضها من منظوري الأول من جهة فنية، كالتصوير والإخراج والسيناريو والإضاءة والبنية الفنية والمعالجة الدرامية، والمنظور الثاني وهم الأهم  الذي نناقش فيه رسالة الفيلم العامة والرسائل الموجودة بين الشطور والقضايا التي يسلط الضوء عليها وطريقة الاستفادة من تلك الرسائل بعد إسقاطها على واقع الثورة التي نعيشه اليوم وأخذ الدروس المستفادة، لاسيما أن غالبية الحضور هم من المؤثرين في المجتمع  والعاملين في الشأن العام.

ويستمر عمل النادي السينمائي مستمرًا بشكل تطوعي، حيث لا يتلقى أي دعم حاله كحال العديد من المشاريع الثقافية التي تركت تصارع وحدها لأجل البقاء ورغم غياب الدعم تمكن الشباب الثائر من إنتاج العديد من الأفلام التي تتحدث هن الثورة ومعاناة السوريين (كفيلم الكهف وإلى سما واخر الرجال في حلب وكابوس إدلب وفيلم الخوذ البيضاء ودوما تحت الأرض) والتي تمكنت من وصول إلى العالمية وفازت بالعديد من الجوائز من بينها الأوسكار.

إدلبالمعتقلالمناطق المحررةالنادئ السينمائيترفيهريف حلبعلي الدالاتي