بئر معطَّلة وقصر مشيد

أ.عبد الله عتر

البئر المعطلة بئر مليئة بالماء لكن لم يعد أحد يأتي لينتفع بها، والقصر المشيد قصر مهيأ للملك والرفاه ولا أحد يحكم ويترفه فيه.

تعطَّلَ البئر لا لأن مشكلة فنية لحقت به، بل لأن مشكلة أخلاقية واجتماعية لحقت بالناس حوله؛ اقتتلوا على منافعه وظلموا بعضهم حتى هلكوا.. تعطل البئر أخلاقياً واجتماعياً رغم فعاليته الهندسية والمائية.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

أما القصر العظيم فهو مشيّد عمرانياً وأمنياً على أسس الهندسة، لكنه غير مشيَّد سياسياً واجتماعياً على أسس العدالة، فاقتتل أهل البلد على سلطة القصر حتى هلكوا.

ظلت آثار القصر شامخة لا لتحكي عظمة الإنسان بل لتحكي قصة الجشع والطيش الذي حل بتلك البلد.. نجحوا بامتلاك أدوات السلطة وموارد الرفاه لكنهم أخفقوا في أخلاقيات إدارة السلطة والرفاه.. وعلى رأسها أخلاقيات العدالة والحريات.. هنا نجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام الظلم والظالمين.. هو السبب الجوهري.

نداء مناشدة عاجل لإغاثة المهجرين في مخيمات الشمال السوري

مشهد نراه حين يتم توزيع الظلم والخوف بسخاء في أرجاء البلد، وفي أرجاء العالم.. فلا فرق بين ممارسة الظلم داخل بلدك أو خارجه.. حين نفشل في العيش معاً وفق سنن العدالة.. هو تحدي المجتمعات القديمة والحديثة:

((فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ))

أسباب هلاك المجتمعاتالأخلاقالعدالة الاجتماعيةبئر معطلة وقصر مشيدسورياعبد الله عتر