قبل انطلاق مونديال قطر 2022، أثار الألمان جدلاً واسعاً حول احتضان قطر لأول بطولة كأس عالم تُقام في بلدٍ عربي. تصاعدت الهجمات الإعلامية التي انتقدت حرص قطر على الحفاظ على تقاليدها وقيمها المجتمعية، مع اتهامات بأن ذلك قد يمس هوية العرب والمسلمين. وقد تجسدت هذه الانتقادات في حركة لاعبي المنتخب الألماني بوضع أيديهم على أفواههم في صورة شهيرة خلال البطولة، مما أثر على أدائهم وأسهم في خروجهم المبكر من الدور الأول.
اقرأ أيضاً: كندة علوش تكشف تفاصيل معاناتها مع سرطان الثدي
ورغم النجاح الكبير الذي حققته قطر في تنظيم مونديال 2022، حسب شهادات الجماهير، المدربين، واللاعبين، استمرت الانتقادات الألمانية. ومع انطلاق بطولة يورو 2024 في ألمانيا، بدأت تظهر العديد من السلبيات التنظيمية التي أثارت تساؤلات حول مدى جاهزية البلد المضيف.
أولى المشكلات ظهرت عندما اقتحم جماهير صرب الحصة التدريبية لمنتخبهم، مما أبرز عجز الأمن الألماني عن تأمين التدريبات بشكل مناسب، وأربك تحضيرات اللاعبين. كما اشتكى المنتخب الفرنسي من سوء التنظيم بعد أن تدربوا في ملعب يمكن للجماهير الوصول إليه بسهولة، بدلاً من الملعب الرئيسي الذي حُرموا من استخدامه حفاظاً على العشب.
كما تفاقمت متاعب المنتخب الفرنسي بسبب تأخرهم لساعات بعد مباراتهم الأولى نتيجة الزحام المروري، ما أثر سلباً على حالتهم البدنية والنفسية. واجهت الملاعب الألمانية انتقادات حادة بسبب الأمطار الغزيرة التي أغرقت الجماهير وأثرت على حالة العشب، بالإضافة إلى حادثة هجوم النحل في ملعب سيغنال إيدونا بارك بدورتموند التي تسببت في هلع بين الحضور.
لم تنتهِ المتاعب هنا، فقد شهدت بعض المباريات توقفات متكررة نتيجة اقتحام مشجعين لأرض الملعب، مثلما حدث في مباراة البرتغال وتركيا، مما أعاق سير المباراة وأثار انتقادات إضافية حول كفاءة الأمن الألماني في إدارة الحدث.
تبرز هذه السلبيات التنظيمية في يورو 2024 التناقض بين الانتقادات الألمانية السابقة لمونديال قطر والواقع الذي يواجهونه في تنظيم بطولة أوروبية كبرى، مما يفتح المجال للمزيد من النقاش حول قدرات الدول المستضيفة في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى.